تعمل مصر على إنتاج قود الطيران المستدام SAF عبر مبادرة وزارة البترول لتنفيذ أول مشروع من نوعه في المجال.
وبدأت وزارة البترول اتخاذ خطوات تنفيذية بشأن إنتاج وقود الطيران المستدام وإعداد الدراسات الخاصة بأول مشروع اعتماداً على زيت الطعام المستعمل كمادة تغذية، بحسب وزير البترول طارق الملا.
وقال الوزير إن الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات مع الاستعانة بمؤسسات دولية سيجريان الدراسات الخاصة بالمشروع وتوفير التمويل. وخلال الأسبوع الماضي عقدت 6 وزارات شملت البيئة والبترول والطيران المدني والصناعة والزراعة وقطاع الأعمال، اجتماعاً لبحث الخطوات التنفيذية للمشروع واستراتيجية مقترحة لتنفيذه.
وتم تشكيل فريق عمل من الوزارات الـ6 لمتابعة الإجراءات الخاصة بتنفيذ المشروع والإسراع بالإجراءات بحسب بيان صادر من وزارة البترول المصرية. وقال مسؤول في أحد شركات الطيران المدني المصرية في تصريح لـ”معلومات مباشر”، إن التوجه نحو الوقود المستدام يعد جيدا للغاية سواء من الناحية الاقتصادية أو من حيث الحفاظ على البيئة.
وأضاف مفضلاً عدم الكشف عن اسمه،” سيكون لدى شركات الطيران بدائل لاستعمال الوقود خاصة خلال الأزمات الجيوسياسية التى يرتفع فيها سعر القود الإحفوري بما يضغط على تكاليف الرحلة، ويعرض الشركات لخسائر كبيرة”.
لدى شركات الطيران المصرية تحديات تتعلق بسداد سعر الوقود بالدولار بحسب المسؤول، مضيفا أن الخطوة الجديدة قد يترتب عليها أن يكون سداد الوقود المستدام بالجنيه بدلا من الدولار.
وأوضح أن وزارة البترول المصرية تصر على تحصيل سعر قود الطائرات بالدولار رغم أن طرفي التعاقد مصريان ويخضعان للقانون المصري، بما يمثّل ضغطاً كبيراً على شركات الطيران في توفير الدولار من السوق الموازي قبل تحرير سعر الصرف الأربعاء قبل الماضي. خلال الشهور الأخيرة سجل سعر الدولار في السوق الموازي أكثر من 70 جنيهاً بما مثّل ضغطاً كبيراً على شركات الطيران لتوفيره من السوق الموازي بحسب المسؤول مضيفا أن وجود بدائل وقود وتشجيع الشركات على إنتاجه سيخفف الضغط على تكاليف التشغيل للطائرات.
تستهدف منظمة الطيران المدنى الدولى “الإيكاو” بأن يصل استخدام وقود الطيران المستدام بالقطاع لنحو 5% بحلول 2030.
وقال يسري عبدالوهاب الرئيس السابق لاتحاد الطيران الخاص لـ”معلومات مباشر” إن الوقود يمثل نحو من 35 إلى 39% من تكلفة الرحلة، وعلى الرغم من أن الوقود الأحفوري قد يكون الأقل سعرا، فإن الوقود النظيف يعد الأفضل من حيث التشغيل والحفاظ على البيئة من حيث المدى البعيد.
وأضاف عبدالوهاب، أن الوقود المستدام يعمل على خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 80 إلى 90% الأمر الذي قد يكون معه حوافز لشركات الطيران التى تعمل به وبالتالي خفض تكلفة استخدامه.
“يدخل في سعر الوقود أيضاً الضريبة على سعر الوقود، الوقود يعد أحد أهم محددات سعر تذكرة الطيران هبوطا وصعودا إلى جانب مدى الطلب على السفر” بحسب الرئيس السابق لاتحاد الطيران الخاص.