أخبار متنوعةتصريحات رسمية

بعد لقاء الرؤساء.. هل يكون الوصول إلى اتفاق حول سد النهضة ممكنا؟

مع استمرار أزمة فشل المفاوضات بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي، ورغبة إثيوبيا فى إتمام مرحلة الملء الثاني بإرادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، ظهرت بوادر عودة جديدة للتفاوض بين الدول الثلاث “مصر والسودان وإثيوبيا “، وذلك من خلال رغبة إفريقية من  الرئيس الأوغندي يورى موسيفيني، الذى وعد بالتدخل وتقريب وجهات النظر في ملف سد النهضة، والتقى مع الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، مشيداً بالجهد الكبير الذي تبذله مصر سعياً للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن حول سد النهضة يراعي مصالح الدول الثلاث، يعقبه لقاءان في إثيوبيا والسودان.

أوضحت مصادر مطلعة على ملف المياه، إن مبادرة رئيس الكونغو لحل أزمة سد النهضة رغم أنها غير منشورة إلا أن التصريحات من كينشاسا تشير إلى أنها اتفاقية نهائية وكاملة لا تتناول مرحلة معينة من السد حسب ما تردد، ومن المنتظر أن يقوم رئيس الكونغو بتسليم مبادرته لإثيوبيا لتقوم الدول الثلاث بالرد عليها ولكن الرفض الإثيوبي متوقع بشدة وهنا تنتهي مهمة الاتحاد الإفريقي.

كما أشارت إلى أن قيام أثيوبيا بالبدء فى تعلية الجزء الأوسط من السد لإعداده للملء الثانى بالرغم من المعارضة الصريحة لمصر والسودان، تمثل محاولة لفرض السد بالمعطيات الأثيوبية وبالقوة، واعتداء صريحا على مرتكزات القانون الدولى بل وعلى سيادة الدولتين ومصالحهما الاستراتيجية.

يأتى ذلك فيما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، على تقدير مصر لجهود الرئيس الكونغولي والثقة في قدرته للتعامل مع ملف سد النهضة، وحرص مصر علي دعم تلك الجهود في إطار المسار التفاوضي برعاية الكونغو الديمقراطية الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي ومشاركة الشركاء الدوليين بهدف الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد عملية الملء والتشغيل لسد النهضة. 
مصر ترفض المساس بحقوقها المائية 

وشدد على أن مصر لن تقبل بالمساس بأمنها المائي وبالتالي ضرورة التوصل للاتفاق القانوني الملزم المنشود، الذي يحافظ علي حقوق مصر المائية ويجنب المنطقة المزيد من التوتر وعدم الاستقرار.

من جانبه قال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، إن كل ما يجرى الآن هو محاولات لعودة المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، حيث أعلن رئيس دولة الكونغو عن عزمه لزيارة دول حوض النيل الأزرق السودان وإثيوبيا عقب زيارة مصر، وذلك لمواصلة المفاوضات ومحاولة الاتفاق قبل بدء إثيوبيا في التخزين الثاني، ويساعد على ذلك زيارة مبعوث أمريكا للمنطقة للبحث في حل بعض المشكلات التي تهم أمريكا ومنها موضوع سد النهضة.

وأوضح أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية لـ”الرئيس نيوز “، أن الخطوات الأخيرة التي أخذتها كل من مصر والسودان قد تساعد على نجاح زيارة رئيس الكونغو أمس،  والضغط الأمريكي (إذا تم) قد يدفع إثيوبيا إلى اتفاق يرضى الأطراف الثلاث قبل بدء الملء الثاني وهو ما أراه ممكناً وقريباً في ظل استعدادات كل من مصر والسودان للتعامل مع الملء الثاني من حيث المبدأ على حجم تخزين 13.5 مليار متر مكعب.
ويعتقد الصادق، أن النجاح في الوصول إلى اتفاق يبدو ممكنا مما يمهد للعديد من المشروعات المائية المستقبلية في حوض النيل الأزرق.

من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن هناك عدة محاولات جارية لعودة المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقى، حيث قام رئيس الكونغو الديمقراطية بلقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، يعقبها زيارة إلى السودان واثيوبيا، فى محاولة لتحريك الموقف وعودة المفاوضات حول سد النهضة قبل الشروع في الملء الثاني، مشيراً إلى أن هذه الزيارات واللقاءات قد تدفع الدول الثلاثة خاصة إثيوبيا لإظاهر مرونة فى نهاية الوقت الأصلى قبل يوليو المقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى