طلب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الأحد، “السماح” من عائلة قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري قاسم سليماني، بعدما “جرح مشاعرها” تسريب تسجيل صوتي له يتحدث فيه عن دور العسكري البارز في السياسة الخارجية، مما أثار جدلا واسعا في إيران.
وقبل أسبوع، نشرت وسائل إعلام خارج إيران التسجيل الممتد لثلاث ساعات، ويتحدث فيه وزير الخارجية الإيراني عن دور أداه سليماني الذي اغتيل بضربة جوية أميركية في بغداد العام الماضي، في السياسة الخارجية لبلاده، وأن الميدان العسكري يحتل الأولوية على حساب الدبلوماسية في إيران.
وقال ظريف في منشور عبر حسابه على “إنستغرام”، إن التسريب “جرح المشاعر الصادقة لمحبي سليماني وعائلته خصوصا ابنته زينب”.
وأضاف: “لقد سامحت كل من أعتقد أنه اتهمني وآمل أن يسامحني أيضا شعب إيران العظيم، وكل محبي السردار (لقب الضباط الكبار في الحرس)، وخصوصا عائلة سليماني النبيلة”.
وكانت زينب سليماني نشرت عبر حسابها على “تويتر” الثلاثاء، صورة تظهر يد والدها بعيد اغتياله قرب مطار بغداد في الثالث من يناير 2020 بضربة جوية أميركية، مرفقة إياها بتعليق: “الكلفة (التي دفعها) الميدان من أجل الدبلوماسية”.
وأثار التسجيل الذي يأتي نشره قبل أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية، وفي ظل مباحثات مع القوى الدولية الكبرى لإحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي، انتقادات من المحافظين المعارضين لحكومة الرئيس حسن روحاني.
وقال ظريف في التسجيل، وفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية: “في إيران الميدان العسكري هو الذي يحكم (…) لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري، بدل أن يخدم الميدان الدبلوماسية”.
وطلبت الحكومة الإيرانية التحقيق في “مؤامرة” تسريب التسجيل.
والخميس، أفادت وكالة “إرنا” المحلية أن مدير مركز الدراسات الاستراتيجية المرتبط بالرئاسة الإيرانية حسام الدين آشنا، الذي يعد مقربا من روحاني، تقدم باستقالته بعد تسريب الحوار مع ظريف الذي أجري في المركز.