أخبار متنوعةتصريحات رسمية

أهم وأبرز تصريحات الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية بمناسبة احتفالات نصر أكتوبر

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، الندوة التثقيفية الرابعة والثلاثين بعنوان “أكتوبر 73 والعبور إلى المستقبل” بمناسبة احتفالات ذكرى نصر أكتوبر، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بمنطقة التجمع الخامس.

جاء ذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول محمد زكي، ورئيسي مجلس النواب المستشار حنفي جبالي، والشيوخ المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، والوزراء وكبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة.

خلال الندوة، ألقى الرئيس كلمة رسمية قال فيها إنّ يوم نصر أكتوبر هو يوم العزة والكرامة والنصر الذي سيظل خالدًا، مشيرًا إلى الاحتفال بذكرى البطولات والأمجاد التي سطرتها القوات المسلحة بدمائهم الذكية في ملحمة عسكرية أبهرت العالم.

وأضاف أنّ نصر أكتوبر يعكس قوة إرادة المصريين في استعادة حقوقهم وتمسكهم بسيادة الوطن وأرضه وكرامته، مشدّدًا على أنّ حرب أكتوبر ستبقى نقطة تحول في تاريخنا المعاصر ورمزًا لشموخ مصر وعزتها وصلابتها.

وأكّد السيسي أنّ الاحتفال بنصر أكتوبر دائمًا ما يمثّل مناسبة عزيزة للشعور بالفخر والاعتزاز الوطني، مضيفا: “نتذكر جميعًا حجم الصعب والتحديات التي تغلبنا عليها حتى نصل إلى حاضرنا الذي تسطر فيه مصر قصة نجاح عظيمة”.

وتابع: “تسطر هذه الذكرى العزيمة المصرية التي تقهر الصعاب.. نرى مصر بالأرقام والحقائق وجدت مسارها الصحيح لتمضي بخطى ثابتة في طريق التنمية والتقدم وتغير واقعها على نحو يليق بتاريخها وحضارتها وعظمة شعببها”.

وأكمل: “نمضي معًا بقوة وعزيمة لبناء وتنيمة بلادنا رغم تعاظم التحديات الداخلية والخارجية خاصة في المحيط الإقليمي المضطرب والأزمات العالمية غير المسبوقة خاصة تداعيات جائحة كورونا”.

كما حرص الرئيس على توجيه التحية لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، صاحب قرار العبور وصاحب النصر العظيم في أكتوبر، مؤكدا أنّ مصر حاربت واستردت أرضها، وهي تسعى دائما لتحقيق السلام.

وقال السيسي إنّ الرئيس الراحل أنور السادات كان صاحب قدرة على قراءة وتجاوز أدبيات مستقرة في عصره، مؤكدًا أن اتخاذ قرار الحرب كان وضعًا طبيعيًا في عهد السادات.

واضاف “أي حاجة غير كدة مش طبيعية، كان يرى ويتجاوز ويتحدى عدم قدرة الكثير على رؤية الاختراق.. الله مكن السادات أن يرى أن تلك الأدبيات والثقافة والأساسيات والمفاهيم لن تستمر بعد حرب أكتوبر، ولا بد من تجاوزها بمفاهيم جديدة ولذلك أطلق مبادرة السلام”.

وأكّد أن مصر لم تسعَ يوما للحروب أو النزاعات من أجل تحقيق أطماع غير شرعية أو الاستيلاء دون وجه حق على مقدرات الآخرين، وأن التعاون نهج راسخ لتحقيق الخير والبناء والتنمية.

وأوضح الرئيس أنّ أشكال الصراعات والحروب التقليدية التي اعتدنا عليها وخوض غمارها في الماضي تحولت إلى حروب غير نمطية تستهدف تدمير الأوطان من الداخل، وأشار إلى أنّ قضية مصر الأولى الآن الوعي الذي أصبح مسؤولية مشتركة بين كل مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني.

وأضاف أن الحفاظ على مقدرات الشعب الأمانة التي ارتضينا أن نحملها، قائلًا إن نصر أكتوبر لم يكن نصرا عسكريا فحسب بل نموذجا فريدا من التكاتف والوعي الشعبي وملحمة متكاملة لأمة حشدت قوتها الشاملة لتغيير واقع مرير وتحقيق الانتصار.

في الوقت نفسه، أكّد الرئيس أنّ الشعب المصري أثبت أن إخلاصه لوطنه بلا حدود، وأن مصر وطن ينهض بسواعد أبنائه، وأن العمل والإخلاص من الركائز السياسية لعبور التحدي لبناء الدولة.

وصرّح السيسي: “على مدار السنوات السبع الماضية سلكنا طريقا شاقًا لبناء دولتنا الجديدة وبدأنا إصلاحات شاملة وعملية لصياغة المستقبل المنشود وفق عمل جمعي متكامل بين كل أجهزة الدولة واستنادًا إلى رؤية علمية ومستهدفات محددة نسعى لتحقيقها خلال العشرية الحالية وصولًا إلى أهداف رؤية مصر 2030″.

وأكّد أنّ جهود البناء طالت جميع مناحي الحياة في مصر لتعظيم قدرة الدولة في كل المجالات لتغيير الحاضر وبناء الإنسان.

ووجّه الرئيس السيسي، بالشكر لله سبحانه وتعالى، قائلًا: «له مني الشكر والحمد على دعمه وعنايته بنا وبمصر.. أشعر بفضل الله علي وعلى مصر أتشرف ومرضي أوي وأنا بشكره، يارب يقبل مني هذا الشكر”.

وتابع: “طب أنا يارب عاوز تاني؟ طبعًا بلا حدود يارب أسألكم بأسمائك التي لا يعلم مكانتها سواك أن تعطينا وترضينا وترزقنا وتنصرنا وتسترنا”.

في الوقت نفسه، توجّه الرئيس السيسي، بالتحية إلى شعب مصر العظيم على تضحياته من أجل مصر خلال حرب أكتوبر، معربًا عن تقديره واحترامه لكل الشعب المصري بكل طوائفه.

كما وجّه التحية والتقدير للشعوب العربية التي وقفت إلى جوار مصر في 1967، وقال: “مصر لم تقف في معركتها بمفردها لكن معها الأشقاء العرب، بالدعم والمساندة والرجال والمال والسلاح، وهي أحد أهم أسباب القدرة على الاستمرار والاستعداد الجيد لتحقيق نصر أكتوبر”.

وأوضح الرئيس أنّ الدول العربية قدمت العديد لمصر خلال الفترة الصعبة التي مرت عليها من أول 3 يوليو 2013، مؤكدًا أنها قدمت دعمًا قويًا في أصعب الأوقات التي مرت على الدولة.

وأضاف: “لا ننسى الفضل وأصحاب الفضل ولن ننساهم”، وأشار إلى أن محطة مصرف بحر البقر من الصناديق العربية الكويتي والسعوي والإماراتي، موضحًا أنها قدمت القروض لإقامة مشروعات بائتمان ميسر وعلى مدى زمني طويل.

وتحدّث الرئيس عن رؤيته لما جرى في عام 1967، قائلا: “هذه الفترة كانت من أقسى الفترات التي مرت على مصر.. رأيت ما حدث ولا أنساه أبدًا ولا التداعيات الناجمة عنه..كانت هناك جذر من اليأس ولم تكن هناك ثقة ولا أمل.. هناك فرق بين أن تحيا الأمر أو تسمع عنه.. ما حدث في ذلك الوقت كان سببًا في حجم كبير من عدم الثقة التي تشكّلت في أنفسنا”.

وتابع: “كان فيه ناس عايشين معانا بيشككوا في كل شيء.. هذا أشعرنا بالعجز عن القدرة على النهوض.. كنت ضمن متلقي نتائج الأحداث وليس صانعها.. قبلها كان لدينا أمل وزهو وافتخار.. عندما حدثت 67 كان له تأثير قاس على كل المصريين.. أذكر المصريين بذلك حتى لا يتكرر، حتى ننتبه لتحدياتنا والمحافظة على بلدنا والزود عنها والمحافظة على مكانتها”.

وأكمل: “هذا الأمر لا يحدث إلا من خلال العمل المضني والمستمر، ليكون ذلك سمة حياة للأمة.. كان هناك جدار آخر هو جدار القدرة والفرق بينا وبين غيرنا”.

وأوضح أن الجيوش دائمًا ما تجري تقدير موقف لقياس ميزان القوى، قائلا: “الفرق كان ضخما جدًا بيننا وبين التحدي وصولًا إلى اتخاذ القرار وعبور حاجز اليأس وحاجز عدم الثقة وحاجز عدم القدرة”.

وحرص الرئيس على توجيه الشكر إلى أهالي سيناء على ما قدموه، قائلًا: “لن نترك أرض يمكن تنميتها في سيناء إلا وسننميها”.

وأضاف السيسي: “في كل سيناء لن نترك أرضا يمكن تنميتها سواء سياحة وزراعة وصناعة وتعدين، فهو حق سيناء علينا.. الدولة تسعى بعزم وقوة لتنمية وتطوير كل مصر.. أتحدث بكل تواضع الدولة المصرية حكومة ومسؤولين تبذل أقصى جهد في ظروف استثنائية ننمي ونبني ونعمر في كل حتة في مصر لأنها تستحق هذا الأمر”.

وشدّد على أن الدولة ستتمكن من تجاوز التحديات والصعاب بفضل الله، قائلا: “بفضل الله سنتجاوزها وبكرة تشوفوا عطاء ربنا لبلدنا، وهتبقوا مستغربين إزاي وليه لإن ربنا هيدينا من فضله”.

وثمّن الرئيس دعم الشعب المصري لقواته المسلحة في الفترات الصعبة، مؤكّدًا أنّ هذا الدعم لن يُنسى.

وقال: “الشعب المصري قدم للجيش كتير.. سمعت كلمة من المشير (طنطاوي) قال الشعب وقف في طوابير علشان ياخد سلعة غذائية علشان احنا في الجيش نقدر نحارب.. أسجّل عنه (المشير طنطاوي) أن فضل شعب مصر على الجيش لن ينسى أبدًا.. أن تقف إلى جانب حد قوي أمر طبيعي لكن تقف بجانب ضعيف ومحتاج فهذا أحد دروس أكتوبر”.

وخاطب المصريين: “اللي عملتوه لجيشكم جه الوقت إن الجيش يرد اللي عملتوه بجهد غير مسبوق.. شأنه شأن كل مؤسسات الدولة”.

وأوضح السيسي، أنّ دور مؤسسة الجيش يُفترض أن يقتصر على مجابهة الإرهاب وتطهير سيناء لكنها أخذت مهمة أخرى وهي المساهمة في التنمية.

وأضاف مخاطبًا المصريين: “بلاش تخلوا أي كلام يفرق بيننا وبعض.. كلنا واحد لو عاوزين إننا نحقق أكتر من كده.. كونوا على قلب راجل واحد.. الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان هيستقيل بعد الهزيمة لكن البلد كلها وقفت وراه واستعدنا توازنا وحققنا النصر.. وهذا الدرس مهم للغاية”.

وأشار إلى أنّ عملية تطوير الدول فيها حركة مستمرة لا تتوقف أبدًا، وإذا توقفت فهذا يعني وجود مشكلة في هذه الدولة.

قبل أن يلقي الرئيس كلمته الرسمية، كانت له مداخلة خلال الندوة، حيث وجّه التحية إلى اللواء سمير فرج الذي كان قائدًا لكتيبة الرئيس أثناء خدمته في القوات المسلحة.

وقال الرئيس: “هو لم يذكر ذلك في أي مقابلة تلفزيونية.. وهذا أمر أقدره.. كنت في ذلك الوقت ملازم أول وقالوا المقدم سمير فرج جاي من كلية القادة والأركان ليتولى الكتيبة، وكانت السمعة الطيبة والقدرة العلمية معروفة وكان وقتها عائدًا من كلية القادة والأركان في بريطانيا، وأكتر حاجة كانت مشهورة بها هي المناظرة بين اللواء دكتور سمير فرج والرئيس شارون بعد حرب 1973”.

وأضاف: “تعلمت منه حل المشكلات.. هو أخدني ضابط استطلاع وأمن الكتيبة، كان له طريقة في إيجاد حلول للمشكلات، تعلمت أن مفيش مشكلة ملهاش حل بهدوء ويسر وفكر”.

وأكمل: “كان ليا حظ الخدمة مع سيادته وهو رئيس أركان الفرقة 33 وقائد الفرقة 33، أوجه لك كل التحية يا فندم”.

كما شدّد الرئيس على أهمية الحديث عن نصر أكتوبر واستدعاء هذا التاريخ العظيم، وقال: “هذا الاستدعاء يذيق شبابنا من الضباط طعم نصر أكتوبر لمن لم يرَ هذا الواقع”.

ووجّه التحية للدكتور مفيد شهاب على جهوده ضمن اللجنة التي عملت على استرداد طابا، وقال: “كانت حكاية كبيرة .. كلنا كمصريين ترقبنا ما سنصل إليه ومدى وصولنا لآخر قطعة أرض.. هذا الأمر تحقّق بالعزيمة والإرادة والعلم والخبرات في اللجنة التي شُكّلت لهذا الأمر”.

الرئيس أكّد أيضًا أن أهالي سيناء لهم دور متواصل كجزء من الشعب المصري سواء قبل 1967 أو بعدها وقبل 1973 أو بعدها.

وأضاف خلال الندوة: “يمكن الدولة لم تتمكن في وقت من الأوقات تعمل الواجب معاكم.. لكن بنحاول نشكركم ونرد جميل أهل سيناء علينا كلنا.. ما قام به أهل سيناء في فترة من أقسى الفترات لا سيّما العيش في كنف الاحتلال، وأن يحرصوا على تقديم الدعم ويعرضون أنفسهم لخطر حقيقي حتى تعود سيناء لأهلها”.

كما عقّب الرئيس السيسي، على قصة الشابة السيناوية ياسمين التي تعرضها وأختها لضرب نار من الإرهابيين خلال أحداث مسجد الروضة.

وقال: “نحن نتألم.. مش بس الناس في سيناء هم اللي دفعوا ثمن الإرهاب، كل الدولة المصرية دفعت ذلك.. كل أسرة مصرية قدمت شهيد أو مصاب.. سواء في الدلتا أو الصعيد أو القاهرة أو الإسكندرية، في كل محافظات مصر، وما زلنا حتى الآن نقدم شهداء حتى يتم التخلص تمامًا من الإرهاب”.

وتابع – مخاطبًا الفتاة: “لا تتألمي من قدر الله فينا، لكن اطمئني لقدر الله في إيدينا كلنا لتعود سيناء أفضل مما كانت، ويتحقق الأمن والسلام والاستقرار وفي كل ربوع مصر”.

وأكمل: “عمر الشر مهما كانت قدرته يقدر يهزم الخير.. هذه سنن الله في الوجود.. الشر استثناء لكن الخير هو القاعدة”.

تحدّث الرئيس أيضًا عن الأديب والروائي الراحل جمال الغيطاني الذي كان مراسلًا على الجبهة في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وقال عنه: “كان صديقًا عزيزًا واستمعت كثيرًا بالحديث معه بالوطنية المتدفقة دائمًا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى