
بأضخم مشاركة عربية: مصر تطلق “قوتها الناعمة” من دبي.. 60 خبيراً لـ”ترويج” إرث الحضارة المصرية عالميًا
دبى،الامارات – ناصر صبحى
في خطوة تؤكد على ريادتها الثقافية، أعلنت جمهورية مصر العربية، ممثلة في وزارة السياحة والآثار واللجنة الوطنية للمتاحف (إيكوم مصر)، عن مشاركتها الكبرى وغير المسبوقة في المؤتمر الدولي للمتاحف (ICOM 2025) الذي تستضيفه مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة في الفترة من 11 إلى 17 نوفمبر 2025.
وصرح د. أسامة عبد الوارث، رئيس اللجنة الوطنية للمتاحف (إيكوم مصر) لجريدة “وطنى”، بأن مصر تتوجه إلى المؤتمر بوفد هو الأضخم عربياً، يضم 60 مشاركاً من نخبة أمناء المتاحف، والخبراء الأثريين، والمتخصصين في التراث الثقافي والإدارة المتحفية من مختلف أنحاء الجمهورية.

المتاحف.. جسور تواصل وقوة ناعمة
شدد د. عبد الوارث على أن هذه المشاركة الواسعة تنبع من إيمان مصر الراسخ بالدور المحوري للمتاحف كـ”صروح ثقافية وحضارية”، وكونها “جسوراً للتواصل بين الحضارات والشعوب، ونوافذ تطل منها الأمة على ماضيها وحاضرها ومستقبلها”.
الأهداف الخمسة للوفد المصري في دبي:
وأوضح رئيس “إيكوم مصر” ل “وطنى” أن المشاركة تهدف إلى تحقيق خمسة محاور استراتيجية أساسية:
1. تعزيز الريادة عالمياً: تسليط الضوء على ريادة مصر في إدارة وحفظ التراث، وتقديم نموذج ملهم يجمع بين عراقة الإرث الإنساني ومواكبة أحدث التقنيات العالمية.
2. اكتساب الخبرة الذكية: يمثل المؤتمر منصة حيوية للوفد المصري للاطلاع على أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في مجالات العرض المتحفي، والحفظ الوقائي، واستراتيجيات “إدارة المتاحف الذكية”.
3. بناء شبكات دولية: استغلال الفرصة لإقامة شراكات وتعاونات مع كبرى المؤسسات الثقافية والاتحادات المتحفية العالمية، وفتح آفاق لتبادل المعارض والمشروعات المشتركة.
4. الترويج الثقافي والسياحي: سيعمل الوفد على الترويج للمشاريع القومية العملاقة، وعلى رأسها المتحف المصري الكبير والمتحف القومي للحضارة المصرية، بهدف ترسيخ مكانة مصر كـ”وجهة سياحية ثقافية رائدة”.
5. تطوير الكوادر الشابة: تأتي المشاركة تماشياً مع استراتيجية بناء القدرات، حيث سيتم تنمية مهارات الكوادر الشابة في مجال المتاحف والآثار من خلال الاحتكاك المباشر مع خبراء دوليين.
المشاركة لتطوير منظومة العمل المتحفي
من جانبه، ألقى الدكتور سيد أبو الفضل، مدير العرض المتحفي بالمتحف القومى للحضارة المصرية وأمين صندوق اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولي للمتاحف، الضوء على الجانب الإداري والعلمي للمشاركة. وأكد أن الوفد المصري، الذي يضم أكثر من 50 مشاركاً من الخبراء والباحثين، لن يقتصر حضوره على التواجد الشكلي، بل سيكون عبر “مساهمات علمية وأوراق بحثية تقدَّم ضمن جلسات المؤتمر”، وهو ما يعكس المكانة الريادية لمصر في الحفاظ على التراث.
وأضاف د. أبو الفضل أن المؤتمر يمثل “فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والتجارب الدولية ومتابعة أحدث التطورات في الإدارة المستدامة للتراث”. وشدد على أن هذا الحجم ونوعية المشاركة يعكسان التزام مصر بتطوير منظومة عملها المتحفي لتتواءم مع المعايير العالمية.
قوة مصر الناعمة
واختتم د. أسامة عبد الوارث تصريحه بالتأكيد: “أود أن أؤكد أن هذه المشاركة ليست مجرد حضور شكلي، بل هي استثمار حقيقي في مستقبل تراثنا الثقافي.” مشيراً إلى أنها تقع في إطار الرؤية الاستراتيجية التي تضع “الثقافة والهوية المصرية في صدارة أولوياتها، انطلاقاً من إيمانها بأن قوة مصر الناعمة هي ركيزة أساسية من ركائز قوتها الشاملة.”






