في تصعيد لافت للتحذيرات الدبلوماسية المرتبطة بالسفر، دعت وزارة الخارجية البلجيكية مواطنيها إلى توخي الحذر عند التوجه إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى وجود “مخاطر حقيقية بالتوقيف المؤقت أو الإعادة القسرية على الرحلة الأولى إلى بلد المنشأ”، رغم توصيفها للولايات المتحدة بأنها “دولة آمنة نسبيًا للسياح”.
التحذير يأتي في وقت تشهد فيه حركة السياحة الأوروبية نحو الولايات المتحدة تراجعًا حادًا هو الأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية في 2009، ما يسلّط الضوء على أجواء من القلق تسود العلاقات بين الجانبين.
وبحسب بيانات أولية صادرة عن إدارة السياحة الأمريكية، بلغ عدد زوار الولايات المتحدة من أوروبا الغربية خلال شهر مارس الماضي 905,603 زائرين، بانخفاض قدره 17% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
هذا الانخفاض، الذي يعدّ الأسوأ منذ أكثر من عقد – باستثناء فترة الوباء – يعكس تدهورًا ملحوظًا في رغبة الأوروبيين في السفر إلى الأراضي الأمريكية.
ويُعزى ذلك إلى مجموعة من العوامل، أبرزها سياسات الدخول الصارمة وحالات الاحتجاز المتكررة على الحدود، خاصة في المطارات الدولية الكبرى.
الصحيفتان “ليكو” و”دي تايد” نقلتا عن مصادر سياحية تأكيدها أن المسافرين البلجيكيين باتوا أكثر ترددًا في حجز رحلات إلى الولايات المتحدة، حيث أظهرت الإحصاءات الرسمية أن عددهم انخفض إلى 18,824 شخصًا فقط خلال مارس، بانخفاض بنسبة 16% مقارنة بعام 2024.
اللافت في هذه البيانات هو تسارع التراجع منذ بداية العام، إذ بلغ الانخفاض 3% في يناير، ثم 9% في فبراير، قبل أن يصل إلى ذروته في مارس، وهو ما ينذر بتوجه مستمر قد يُثقل كاهل قطاع السياحة العابر للأطلسي في الأشهر المقبلة.
