أخبار متنوعة

العثور على 401 تمثال من الأوشابتي المنحوت من الفخار⁠ بمعبد الرامسيوم بالأقصر

يعد معبد الرامسيوم من أبرز المعالم الأثرية في مدينة الأقصر، حيث يمثل شاهداً على عظمة الحضارة المصرية القديمة وتاريخها العريق. يقع هذا المعبد على الضفة الغربية لنهر النيل، ويُعد من أهم المعابد الجنائزية التي شُيدت في عهد الملك رمسيس الثاني.

تأسس المعبد ليكون مكاناً لعبادة الملك بعد وفاته، كما كان مركزاً للاحتفالات الجنائزية والطقوس الدينية التي تُؤدى في ذكرى الملك. على الرغم من مرور آلاف السنين على بناء المعبد، لا يزال الرامسيوم يحتفظ بروعة تصميمه وثراء نقوشه التي تحكي قصة من أعظم ملوك مصر.

ويُعتبر المعبد نقطة جذب سياحية مميزة للزوار الراغبين في اكتشاف المزيد عن التاريخ المصري القديم والتعرف على أسرار هذا المعلم الأثري المدهش، حيث تتميز جدران معبد الرامسيوم بنقوشها الرائعة التي تصور مشاهد من حياة الملك رمسيس الثاني، فضلاً عن معارك تاريخية، مثل معركة قادش الشهيرة، التي خاضها ضد الحيثيين.

ويضم المعبد تمثالًا ضخمًا لرمسيس الثاني كان يُعد من بين أكبر تماثيل المملكة الحديثة، والذي كان يشهد على قدرة المصريين القدماء على النحت والبناء، ومع مرور الزمن، تعرض المعبد للكثير من التدمير بفعل الزلازل والعوامل الطبيعية، ولكن تبقى آثار عظمته شاهدة على براعة مهندسي ومعماري الحضارة الفرعونية.

وعبر السطور التالية نستعرض أهم وأبرز المعلومات عن الكشف الاثري الجديد التي اكتشافاته البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة.

اكتشافات أثرية جديدة تكشف عن أسرار معبد الرامسيوم بالأقصر

كشفت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة عن مجموعة من الاكتشافات الهامة في محيط معبد الرامسيوم بالأقصر، الذي يعد أحد أبرز معالم مصر القديمة. هذا الكشف الأثري يعكس جانباً كبيراً من التاريخ الغني والمعقد لهذا المعلم الأثري، ويعزز فهمنا لدوره الديني والإداري في العصور الفرعونية، وذلك تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار والمركز القومي الفرنسي للأبحاث وجامعة السوربون، أسفرت أعمال الحفائر عن اكتشاف مقابر من عصر الانتقال الثالث، بالإضافة إلى مخازن للزيوت والعسل والدهون، وأقبية النبيذ التي تميزت بوجود ملصقات جرار النبيذ.
من أبرز الاكتشافات هي تلك التي تم العثور عليها في المنطقة الشمالية الشرقية للمعبد، حيث تم اكتشاف 401 تمثال من الأوشابتي المنحوت من الفخار، بالإضافة إلى أدوات جنائزية وأواني كانوبية بحالة جيدة من الحفظ. كما كشفت الحفائر عن مجموعة من المباني التي يُرجح أنها كانت تستخدم كمكاتب إدارية أو ورش نسيج وأعمال حجرية، فضلاً عن أقبية لتخزين المواد الأساسية مثل زيت الزيتون والعسل.

بيت الحياة” واكتشافه الاستثنائي

من أبرز الاكتشافات التي قامت بها البعثة هو الكشف عن “بيت الحياة”، وهي مدرسة علمية كانت ملحقة بالمعابد الكبرى في مصر القديمة. يُعد هذا الاكتشاف استثنائيًا لأنه يكشف عن التخطيط المعماري لهذه المؤسسة التعليمية الفريدة، حيث عُثر على رسومات وألعاب مدرسية، مما يجعلها أول دلالة على وجود مدرسة داخل معبد الرامسيوم، كما أسفرت الحفائر عن الكشف عن مقابر من عصر الانتقال الثالث تحتوي على حجرات دفن وأدوات جنائزية، ما يعزز من أهمية هذا الموقع باعتباره مركزًا دينيًا واجتماعيًا قديمًا.

تاريخ طويل ومعقد

أكد الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية هذه الاكتشافات في إلقاء الضوء على الدور الحيوي الذي لعبه معبد الرامسيوم في الحياة الدينية والإدارية لمصر القديمة. وأضاف أن هذه الاكتشافات تشير إلى وجود نظام هرمي متكامل من الموظفين المدنيين داخل المعبد، مما يدل على أن المعبد لم يكن مجرد موقع عبادي بل مركزًا اقتصاديًا وإداريًا رئيسيًا، حيث يشير الدكتور هشام الليثي، رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار، إلى أن البعثة المصرية الفرنسية لا تزال مستمرة في أعمال الحفائر، خاصة في المناطق التي لم تكشف بعد عن جميع أسرارها. كما تحدث عن أعمال الترميم التي قامت بها البعثة، بما في ذلك ترميم تمثال الملك رمسيس الثاني وترميم الجهة الجنوبية من قاعة الأعمدة، وكذلك استكمال أعمال الترميم في القصر الملكي المجاور للفناء الأول للمعبد.

استمرار البعثة في الكشف عن المزيد

منذ بداية أعمالها في عام 1991، تمكنت البعثة المصرية الفرنسية من تحقيق تقدم كبير في كشف أسرار معبد الرامسيوم، حيث تم إجراء حفائر شاملة في جميع أنحاء المعبد، وركزت البعثة على الترميم الدقيق لأجزاء كبيرة من المعبد، مثل الفناء الأول وقاعة الأعمدة، بالإضافة إلى الكشف عن المزيد من التماثيل والعناصر المعمارية التي تساهم في تعزيز فهمنا للحضارة المصرية القديمة.

مصر كوجهة سياحية وأثرية عالمية

يُعد معبد الرامسيوم بمثابة نافذة جديدة تكشف عن جوانب هامة في تاريخ مصر الفرعونية، ويمثل هذا الكشف الأثري خطوة كبيرة نحو فهم أعمق لثقافة وحضارة تلك الحقبة،  مع استمرار أعمال الحفائر والترميم، من المتوقع أن تواصل البعثة المصرية الفرنسية إلقاء الضوء على المزيد من الأسرار التي يحتويها هذا المعلم الأثري الرائع، مما يعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية وأثرية عالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى