
اتخذ المغرب خطوة جديدة في قطاع النقل الجوي السياحي، حيث منح ترخيصين لشركتين لتنظيم رحلات جوية بواسطة المنطاد، وذلك وفق شروط صارمة تهدف إلى ضمان السلامة والأمن الجوي.
وأصدر وزير النقل واللوجيستيك قرارًا رسميًا يمنح شركتي “MERY BALLOONING” و”SKY BALLOONS”، العاملتين في جهة مراكش-آسفي، رخصًا لاستغلال خدمات جوية غير منتظمة للنقل العمومي للركاب بواسطة المنطاد.
ويضع القرار الحكومي مجموعة من القيود الصارمة أمام الشركتين، لضمان تشغيل آمن ومنظم، ومن بين أبرز الشروط:
-التنسيق المسبق مع مصالح الملاحة الجوية، حيث يتوجب على الشركتين إيداع طلب قبل 30 يومًا من أول رحلة مبرمجة للحصول على موافقة بشأن مناطق التحليق والإحداثيات الجغرافية.
-الالتزام بإبلاغ السلطات المحلية والدرك الملكي قبل أي رحلة، لضمان المتابعة الأمنية والمراقبة المستمرة.
-ضرورة توفر ربابنة المناطيد على رخصة ربان محترف، للتأكد من أهلية القادة المسؤولين عن الرحلات الجوية.
-منع التحليق فوق المنشآت العسكرية والمنشآت ذات الطابع الدفاعي، مع حظر أي أعمال تصوير جوي تجاري دون ترخيص خاص.
إضافة إلى الشروط التشغيلية، تخضع الشركتان للمراقبة الدورية من قبل السلطات المختصة التابعة للنقل الجوي، وذلك لمتابعة الامتثال للأنظمة المعمول بها، سواء من حيث الاستغلال التقني والتجاري للخدمات الجوية أو شروط عمل المستخدمين. كما تلتزم الشركتان بتقديم تقرير سنوي شامل حول أدائهما المالي والتشغيلي خلال الأشهر الثلاثة التي تلي كل سنة ضريبية.
ويأتي هذا القرار في سياق تنويع العروض السياحية في المغرب، خاصة في جهة مراكش-آسفي التي تُعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية في البلاد. ويُتوقع أن يسهم تشغيل المناطيد الهوائية في تعزيز السياحة الترفيهية وجذب المزيد من الزوار الباحثين عن تجارب استثنائية، خاصة في المناطق الصحراوية والمجالات المفتوحة التي تتيح مناظر بانورامية خلابة.
ويستند هذا الترخيص إلى القوانين المنظمة لقطاع الطيران المدني، لا سيما القانون رقم 40.13 ومدونة الطيران المدني، والمرسوم الحكومي رقم 2.24.992، إضافة إلى القرارات الوزارية التي تحدد شروط استغلال النقل الجوي بالمغرب.
ومع بدء تنفيذ هذه التراخيص، يفتح المغرب الباب أمام تجربة جديدة في النقل الجوي الترفيهي، مما يعزز مكانته كوجهة سياحية متجددة، تجمع بين الإبداع والاستثمار في السياحة البديلة، وفق معايير صارمة تضمن السلامة والجودة في الخدمات المقدمة.