قام الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بزيارة إلى العاصمة اليابانية طوكيو، لتفقد قاعة العرض Crevia Bas والمخصصة لإقامة معرض “رمسيس وذهب الفراعنة”، في محطته السادسة والمقرر افتتاحه في مارس القادم ليستمر حتى سبتمبر 2025، وذلك بعد أن انتهت مدة عرضه في مدينة كولون بألمانيا أوائل شهر يناير الجاري.
وجاءت هذه الزيارة بهدف الوقوف على الاستعدادات النهائية لاستقبال المعرض ومدي جاهزية قاعة العرض لاستضافته من حيث الفتارين والإضاءة وأنظمة التأمين والحماية وغيرها، الأمر الذي من شأنه توفير كل سبل الحماية والأمان وتطبيق الإجراءات الاحترازية والتأمينية بما يضمن خروج المعرض بالشكل الأمثل.
وعلى هامش الزيارة، تم عقد مؤتمر صحفي للإعلان عن الاستعدادات النهائية لافتتاح المعرض، بحضور ما يقرب من 200 من ممثلي كبرى الصحف والمجلات ووسائل الإعلام اليابانية، كما حضرت المؤتمر يوريكو كويكي عمدة طوكيو والتي أعربت عن سعادتها باستضافة اليابان لهذا المعرض الهام، والذي بات ينتظره الشعب الياباني من الآن في ظل اهتمامه وشغفه الكبير بالحضارة المصرية العريقة، وتوقعت أن يجذب هذا المعرض العديد من الزائرين من مختلف المدن اليابانية.
وخلال المؤتمر الصحفي استعرض إسماعيل دور وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار في الحفاظ على تاريخ مصر وتراثها وحضارتها من خلال أعمال الحفائر الأثرية وكذلك أعمال الترميم والصيانة للمواقع الأثرية المصرية، مؤكدا على دور المعارض الأثرية الخارجية في الترويج للمقصد السياحي المصري ولاسيما لمحبي منتج السياحة الثقافية.
كما تطرق في كلمته للمعارض الأثرية المصرية المقامة بالخارج، ومنها معرض “قمة الهرم.. حضارة مصر القديمة” المقام حاليا في متحف شنغهاي بالصين، والذي جذب حتي الآن نحو 1.3 مليون زائر، وكذلك معرض “وما بينهما” بالسعودية، لافتا إلى أنه من المقرر أن تستضيف إيطاليا أحد المعارض الأثرية المؤقتة في منتصف العام الجاري.
وأشار أمين عام المجلس الأعلى للآثار إلى ما حققه معرض “رمسيس وذهب الفراعنة” من نجاح كبير منذ عرضه في أولى محطاته بمدينة هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2021 وحتى الآن، حيث حقق عائد 15 مليون دولار بواقع ما يقرب من 5 ملايين دولار في العام الواحد.
كما دعا الشعب الياباني لزيارة المعرض، والذي يضم قطعا أثرية لواحدة من أهم حقب التاريخ المصري القديم عامة والملك رمسيس الثاني خاصة، والذي يعد أحد أهم ملوك مصر القديمة وتعد فترة حكمه الأطول في تاريخ مصر ولا يقل أهمية عن الملك توت عنخ آمون، لافتا إلى أن الملك رمسيس الثاني يستقبل زائري المتحف المصري الكبير بالبهو العظيم، فإنه يستقبل زائري المعرض في طوكيو.
وخلال المؤتمر الصحفي، قال عالم الآثار الدكتور زاهي حواس إن معرض “رمسيس وذهب الفراعنة” المقرر إقامته في طوكيو هو أعظم هدية تقدمها مصر إلى اليابان. وتحدث “حواس” عن أهم الاكتشافات الأثرية في سقارة والأقصر، وعن المتحف المصري الكبير المتوقع افتتاحه في صيف هذا العام.
تجدر الإشارة إلى أن معرض “رمسيس وذهب الفراعنة” يضم 180 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف المصري بالتحرير من عصر الملك “رمسيس الثاني” بالإضافة إلى تابوت الملك رمسيس الثاني من المتحف القومي للحضارة المصرية وبعض القطع الأثرية الأخرى من مكتشفات البعثة المصرية بمنطقة البوباسطيون بسقارة، ومقتنيات عدد من المتاحف المصرية الأخرى تُبرز بعض الخصائص المميزة للحضارة المصرية القديمة من عصر الدولة الوسطى وحتى العصر المتأخر، من خلال مجموعة من التماثيل، والحلي، وأدوات التجميل، واللوحات، والكتل الحجرية المزينة بالنقوش، بالإضافة إلى بعض التوابيت الخشبية الملونة.
وبدأ المعرض رحلته في أولى محطاته في نوفمبر 2021 بمدينة هيوستن، ثم محطته الثانية في أغسطس 2022 بمدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم محطته الثالثة في إبريل 2023 بالعاصمة الفرنسية باريس لينتقل بعدها إلى متحف سيدني في استراليا في نوفمبر 2023 ثم مدينة كولون بألمانيا في يوليو الماضي.