ضمن فعاليات معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية “بَنان” بنسخته الثانية، يبرز جناح الحرفي الصغير بصفته وجهة مميزة تستقطب الأسر وأطفالها، مقدمًا تجربة فريدة تجمع بين الترفيه والتعليم، ومصمم بعناية ليلائم اهتمامات الصغار، مقدمًا رحلة استكشافية تفاعلية تثري خيالهم وتعزز ارتباطهم بالتراث السعودي.
ومن داخل الجناح، أوضح مدير منطقة الطفل علي القروني، أن الجناح يهدف إلى توفير بيئة تجمع بين المتعة والفائدة من خلال أنشطة متعددة تتيح للأطفال التعرف على التراث السعودي من خلال تجارب عملية، مشيرًا إلى أن الجناح يشمل ورش عمل تفاعلية للأطفال مثل خياطة السدو، التي تعرّفهم على هذا الفن التراثي العريق بطريقة بسيطة وممتعة، بالإضافة إلى ورشة قوالب أبواب الطين التي تتيح للأطفال صنع الأبواب بأيديهم وأخذها ذكرى.
وأفاد القروني أن الجناح يحتوي أيضًا على ورش لصناعة السبح من الخشب، ليتسنى للأطفال تعلم مهارة تشكيل السبح وصقلها، وورش أخرى لصناعة القوارب والرواشين، التي تتيح لهم تركيب الأشكال التراثية وتلوينها بأسلوب إبداعي، كما يضم الجناح ورشة لصناعة الفخار، حيث يمكن للأطفال تشكيل أشكال فنية تعبّر عن خيالهم، ما يعزز من مهاراتهم اليدوية والإبداعية.
وإلى جانب الورش التفاعلية، يضم جناح الطفل ألعابًا ترفيهية صُممت لتنمية مهارات الأطفال، كما يقدم الجناح تجربة شاملة من خلال مسرح مخصص يقدم عروضًا تعريفية عن “بنان” والتراث السعودي، إلى جانب فعاليات ومسابقات ممتعة تشارك فيها العائلات، مما يثري تجربة الزوار وتعزيز مشاركة الأطفال مع تراثهم الثقافي بطريقة مشوقة ومبسطة.
يُذكر أن معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية “بَنان” تنظمه هيئة التراث في الفترة 23 – 29 نوفمبر الجاري، بواجهة روشن في مدينة الرياض، بمشاركة أكثر من 500 حرفي وحرفية من أكثر من 25 دولة حول العالم.
أثر المعرض على السياحة الثقافية
يُعد المعرض إضافة نوعية للقطاع السياحي، حيث يسهم في تعزيز مكانة المملكة كوجهة رائدة للسياحة الثقافية. يعكس تنوع الحرف اليدوية عمق التراث السعودي وجمالياته، ما يفتح المجال أمام السياح للتعرف على الهوية الثقافية للمملكة عن قرب.
تنشيط السياحة الداخلية والخارجية
يوفر المعرض تجربة مميزة للسياح المحليين والدوليين، حيث يجمع بين الأنشطة التفاعلية مثل ورش العمل الحية التي تعرّف الزوار على تقنيات الحرف التقليدية. كما يقدم المعرض منصة للفنانين والحرفيين المحليين للتواصل مع جمهور أوسع.
دعم الاقتصاد الإبداعي
يشكل المعرض فرصة لتسويق المنتجات الحرفية محليًا ودوليًا، مما يسهم في دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
تعزيز الهوية الثقافية
يسهم المعرض في ترسيخ الانتماء الوطني من خلال إبراز جماليات الحرف اليدوية ودورها في تشكيل الذاكرة الثقافية للمملكة.
آراء الخبراء والزوار
أكد عدد من الزوار أن المعرض أتاح لهم فرصة فريدة للتعرف على التراث السعودي بعمق، حيث قال أحد الزوار: “إن مشاهدة الحرفيين وهم يصنعون منتجاتهم أمام أعيننا أضفت بعدًا جديدًا لتقدير هذا الإرث الغني.”
من جانبه، أشاد الخبير السياحي الدكتور أحمد العتيبي بدور المعرض في تعزيز السياحة الثقافية، مشيرًا إلى أنه يُعد نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين الثقافة والاقتصاد.
يُبرز معرض بنان للحرف التراثية الدور الحيوي للثقافة في تعزيز السياحة وتنمية الاقتصاد الوطني. وبفضل رؤية المملكة 2030، يظل التراث السعودي حاضرًا ومتجددًا، ليكون مصدر إلهام للأجيال القادمة وللعالم أجمع.
