قال الدكتور سعيد البطوطى المستشار الاقتصادى لمنظمة السياحة العالمية، وعضو مفوضية السفر الأوروبية و أستاذ اقتصاد السياحة بجامعة فرانكفورت….” الابتكار في صناعة السياحة”
هذا كان موضوع المؤتمر الذي نظمته كلية السياحة بجامعة الاسكندرية بالعلمين الجديدة.
ولكي تعم المعلومة وحتى تكون متاحة أمام من لم يحضر وأمام الأبناء من الطلبة؛
الإبداع والابتكار: يعنيان ببساطة إنتاج أفكار إيجابية جديدة أو تطوير أفكار قديمة من أجل إنتاج شيئ جديد متميز ومفيد.
والابتكار هو الممارسة المنهجية لتطوير وتسويق المنتجات والخدمات، ويعني تطوير المنتجات أو التصميمات أو الأفكار من خلال عمليةترتبط بالتغير التقني والاجتماع والاقتصادي، والتي يتم اكتشافها/اختراعها وإدخالها واستخدامها وتطبيقها وإضفاء الطابعالمؤسسي عليها – من أجل الوصول إلى التقدم والمنافسة والتميز.
والابتكار في مجال السياحة، يعني الأخذ بالتكنولوجيا الحديثة والاقتصاد الرقمي وتهيئة بيئة جاذبة للمواهب وتطوير المهاراتوالكفاءات، من أجل تعزيز الريادة والتنافسية إقليميا وعالميا.
وأيضا يعني تقديم الخدمات عبر المنصات الرقمية والحلول المبتكرة والقدرة على النفاذ للأسواق السياحية الدولية واستقطابالسائحين من مختلف الشرائح والثقافات.
والابتكار في مجال السياحة هو عمل تعاوني بين الحكومات والأوساط الأكاديمية والشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم والشركات الناشئة والمستثمرين وشركاء الأعمال الداعمين وأصحاب المصلحة الآخرين.
ويتطلب تعزيز الابتكار السياحي الناجح والنظام البيئي لريادة الأعمال، ربط جميع أصحاب المصلحة بفرص التعاون وإعطاء الأولوية لبناء القدرات في مجال السياحة والتكنولوجيا.
ويشير الابتكار فى صناعة السفر والسياحة بشكل أساسي إلى الطرق العديدة التي يقوم بها الأفراد وتقوم بها المؤسسات والشركات من تحديث، وتحسين وسلاسة تجربة السفر للعملاء والسائحين في الوجهات السياحية، وكذلك تسهيل عمليات الحجز والدفع والدورة المستندية، وأنظمة الحجز والتوزيع ومقارنة الأسعار في الأسواق المصدرة للحركة السياحية.
إن سياسات الحكومات والجهات العامة Governments & Public Entities policies التي تعزز الابتكار والتجارة واعتماد التقنيات، تعمل بشكل عام على تشجيع الابتكار فى مجال السياحة.
كما تعمل الأوساط الأكاديمية Academia على إنشاء أطر ونماذج بشأن الابتكار المستدام في السياحة والوجهات الذكية والمساهمة بالمعرفة للحكومات والشركات متناهية الصغر والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة ودعم شركاء الأعمال.
ويأتي بعد ذلك دور الشركات Corporations بأن تقوم بتطوير التقنيات الجديدة، وزيادة الوعي داخليا وخارجيا حول الابتكار، وتنفيذ هيكل تنظيمي ورؤية للتكنولوجيا، والاستثمار في الابتكار المفتوح.
أما الشركات الناشئة والمشروعات متناهية الصغر والشركات الصغيرة والمتوسطة
Start-ups & MSMEs (micro, small and medium enterprises)
فتقوم بتطوير وتنفيذ تقنيات مبتكرة فى السياحة، وتلبية احتياجات وتحليل متطلبات المسافرين، وإنشاء
حلول مبتكرة تدعم أهداف التنمية السياحية المستدامة.
ثم يأتي دور المستثمرون Investors والذين يستثمرون في المشاريع المستدامة المتعلقة بالسياحة والتكنولوجيا، ويدعمون نمو وتدويل الشركات والوجهات السياحية.
كما يأتي دعم شركاء الأعمال Supporting Business Partners والذين يدعمون الشركات الناشئة التي تؤثر بشكل مباشر أوغير مباشر على سلسلة القيمة السياحية.
وأخيرا أود القول أن الابتكار مطلوب وتدعو له كل الأديان السماوية؛
لا بد أن يكون لدينا نظرة إذكاء نور العلم ولذة التعلم والسعي لنفع البشر وتسهيل أمورهم الحياتية وإسعادهم، من خلال تقنيات حديثة، وأن يسعى كل منا جاهدا للمزيد من الابتكار والإبداع.
إن النظر والتأمل والعمل والتطوير هو وسيلة الإبداع في الكتب السماوية الصحيحة، فهو عملية عقلية تتم بكل كيان الإنسان، والمنظور هو الكون بأسره: الأرض والجبال والبحار والسماوات والحياة والموت والمحسوس والمعنوي والظاهر والباطن والمرئي وغير المرئي.
