أخبار متنوعةقضايا الساعة

حمدوك وآبي أحمد .. لقاء على أنغام الرصاص

على هامش قمة ايقاد المنعقدة بجيبوتي التقى رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك برئيس الوزراء الإثيوبي ابي أحمد. يأتي اللقاء في ظل توتر الأوضاع على الحدود و تحديداً عن منطقة الفشقة التي أسفرت عن سقوط ضحايا من الطرفين، وربما يسعى الرجلان بهذا اللقاء لإيقاف صوت الرصاص ولملمة الجراحات التي حدثت في غضون الأيام الماضية .

على ظلال الرصاص
ظلت الأنباء الورادة من حدود السودان الشرقية في الساعات الماضية تتحدث عن تقدم للقوات المسلحة صوب المناطق المحتلة من قبل عناصر الشفتة المدعومة من الجيش الفيدرالي الإثيوبي بغية تحريرها واعادتها لحضن الوطن بل سجل رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان زيارة عاجلة للحدود للوقوف على الأوضاع وزيادة التعبئة وسط الجنود، وذكرت وكالة السودان للانباء (السبت ) أن الحكومة ارسلت تعزيزات عسكرية إلى منطقة الفشقة وأن القوات المسلحة واصلت تقدمها في الخطوط الأمامية داخل منطقة الفشقة لإعادة الأراضي المغتصبة من مليشيات إثيوبية، والتمركز في الخطوط الدولية وفقا لاتفاقية 1902م. ويأتي تحرك القوات المسلحة بعد معارك وكمائن ادت لمقتل اربعة من القوات المسلحة السودانية على يد العناصر الاثيوبية، ولم تشر اي تقارير رسمية عن توقف المعارك في الحدود الشرقية رغم اللقاء الذي جمع بين حمدوك وابي أحمد. واذاً يأتي اللقاء والرصاص بين الطرفين لم يتوقف وتعمل الحكومة السودانية على استعادة اراضيها بواسطة قواتها المسلحة .

دبلوماسية وعسكرية
ثمة من يرى أن الحكومة السودانية تعمل في محورين لمعالجة ازمة الحدود الشرقية مع اثيوبيا وهما المحور الدبلوماسي والعسكري، عسكرياً قاد الفريق اول البرهان متحركاً نحو تخوم حدود السودان، دبلوماسياً يسعى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في إيجاد معالجة لازمة عبر اللقاءات مع قادة الحكومة الإثيوبية في قمة الايقاد، يقول السفير عثمان السيد إن اللقاء بين الرجلين الذي حدث أمس (بجيبوتي ) يجب أن لا يكون مراسميا فقط وينبغي أن يناقش ما يحدث في حدود البلدين. وقال لـ (السوداني) إن اللقاء يجب أن يناقش ما يحدث في الحدود واثيوبيا دولة صديقة للسودان وتوسطت في عدد من القضايا الداخلية مثل العلاقات مع جنوب السودان والأزمة السابقة بين المدنيين والعسكريين وتربطها بالسودان مصالح كثيرة، بالمقابل السودان رغم معاناته من تدخلات عصابات الشفتة الا انه ظل يستقبل تدفقات اللاجيئن الاثيوبيين الفارين من الحرب التي تدور بين الجيش الفيدرالي ومقاتلي تقراي، ويضيف عثمان السيد “يجب مناقشة القضية بجدية حتى لا يحدث تطور، حول إمكانية تأثر الجيش باللقاء أو تراجع روحه المعنوية” وقال “على القوات المسلحة أن تستمر في جهدها وتأدية مهامها، بالمقابل يمكن أن يقوم حمدوك بعقد اتفاق يقضي بتراجع الجانب الاثيوبي”. واضاف أن لقاء حمدوك وأبي أحمد ليس استنجادا من الجانب السوداني بقدر ما هو لقاء مكاشفة .

توقف التصعيد
كان واضحاً عدم رغبة الجانب الإثيوبي في التصعيد ضد السودان وذلك من خلال التصريحات التي أطلقها المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية أو التي أعلن عنها رئيس الوزراء ابي أحمد أن ما يحدث لن يؤثر على العلاقات بين البلدين ويرى خبراء أن الاوضاع التصعيدية ستتوقف حال انعقاد اجتماع اللجنة المشتركة لترسيم الحدود بين البلدين. ويقول الخبير في منطقة القرن الأفريقي عبدالمنعم ابو ادريس إن اجتماع لجنة ترسيم الحدود غداَ الثلاثاء ربما تؤدي لتهدئة الاوضاع على الحدود. وقال لـ(السوداني) إن اثيوبيا لا ترغب في التصعيد ويتضح ذلك من خلال تصريحات الناطق باسم الخارجية الإثيوبية وتصريحات ابي أحمد. وقال ابوادريس إن الاحداث الحالية هي أحداث متكررة، السودان استغل الوضع وقام بإعادة اراضيه التي كانت تسيطر عليها مليشيات اثيوبية وليس الجيش الاثيوبي، مضيفا يمكن أن يكون هنالك حل عبر لجنة ترسيم الحدود.
وأشار أبو ادريس الى امكانية استمرار الجيش السوداني في تمركزه على الحدود وحماية الأراضي التي قام باستعادتها والتي سيتم تثبيتها عبر اللجنة المشتركة لترسيم الحدود .

آخر السيناريوهات
لم تتضح بعد آخر سيناريوهات ما يمكن أن تصل اليه الاوضاع بين السودان اثيوبيا، البعض يبدو معولاً على لقاء حمدوك وابي أحمد وآخرون اكثر تعويلاً على لقاء اللجنة المشتركة لترسيم الحدود، فيما يرى آخرون أن استعادة الاراضي بالسلاح هي الحل، ويقول الخبير في الشأن الإثيوبي محمد حامد جمعة إن لقاءات لجنة ترسيم الحدود المشتركة لن تأتي بجديد، مشيراً إلى أن آخر اجتماع عقد قبل ستة شهور ولم يأت بجديد. مضيفاً في حديثه لـ(السوداني) إن اثيوبيا تلعب على عامل الوقت وكلما تعقدت الأوضاع بينها والسودان لجأت للجنة المشتركة .
وقال جمعة إنه فى حال قيام اجتماع اللجنة الاسبوع القادم سيتوقف الجيش السوداني عن التحرك نحو استعادة ارضيه ولكن الاجتماع سيكون عبارة عن بنج موضعي، وسرعان ما تعود الاحداث للسطح مرة اخرى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى