أخبار الطيران

“ريان إير” الأيرلندية تعتزم تسيير رحلات داخلية فى المغرب

 تخطط شركة طيران “ريان إير” (Ryanair) لتسيير رحلات داخلية لأول مرة في المغرب ابتداءً من العام المقبل بعدما تقدّمت بطلب رسمي لدى رئاسة الحكومة، حسبما ذكرت موقع الشرق.

يقتصر سوق الرحلات الجوية الداخلية حالياً في المملكة على شركتين: الناقل الوطني “الخطوط الملكية المغربية”، و”العربية للطيران” (Air Arabia) وهي شركة مغربية خاصة تابعة لشركة “طيران العربية” الإماراتية.

استقبلت مطارات البلاد من بداية العام حتى نهاية شهر أكتوبر 21.6 مليون مسافر، الحصة الأكبر منهم عبر رحلات دولية بنحو 19.5 مليون مسافر، فيما تمثل حصة السفر الجوي الداخلي حصة 9.5% (2 مليون مسافر).

بحسب تصريح المسؤول في “ريان إير”، فإنه من المتوقع أن يتم تسيير أولى الرحلات الداخلية من قِبل الشركة الإيرلندية في شهر مارس المقبل، بما يسهم بربط عدد من المدن المغربية، التي تُسيّر منها الناقلة الاقتصادية حالياً رحلات فقط إلى خارج البلاد.

طلب شركة الطيران، منخفضة التكلفة والمصنفة الأولى أوروبياً، تمّت إحالته من رئاسة الحكومة إلى مديرية الطيران المدني بوزارة النقل واللوجستيك، ويُنتظر أن يتم الحسم فيه خلال الأشهر القليلة المقبلة، وهو ما سيحدث تغييراً كبيراً في سوق النقل الجوي الداخلي.

زوبير بوحوت، الخبير في قطاع السياحة، قال إن الدخول المرتقب لشركة “ريان إير” إلى هذه السوق سيُسهم في إنجاح خارطة طريق قطاع السياحة، التي تعتمد في تحقيق أهدافها على تعزيز النقل الجوي لتشجيع السياحة الداخلية وزيادة إيرادات القطاع.

كان المغرب اعتمد في مارس الماضي خارطة طريق جديدة لقطاع السياحة للفترة من 2023-2026 بميزانية تناهز 6.1 مليار درهم، بهدف رفع عدد السياح الوافدين من 11 مليون عام 2022 إلى 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026، من خلال رفع سعة النقل الجوي، وتعزيز الترويج والتسويق، وزيادة المعروض من الفنادق.

بدأت شركة “ريان إير” العمل في المغرب عام 2006 بتسيير رحلات دولية من وإلى 10 مطارات في البلاد، وأعلنت في شهر أكتوبر الماضي عن إطلاق أكبر برنامج رحلات لشتاء 2023-2024 خاص بوجهة المغرب يقضي بالوصول إلى 840 رحلة دولية أسبوعياً، بزيادة 20% مقارنة بعام 2022، وذلك عبر 126 مساراً.

بوحوت، وهو أيضاً رئيس سابق للمجلس الجهوي للسياحة بمدينة ورزازات، اعتبر أن “تعزيز النقل الجوي الداخلي بشركة ثالثة سيسهم في رفع مستوى التنافس من حيث الأسعار والجودة”، وأضاف أن “الناقلة الإيرلندية تركز على المدن المتوسطة والصغيرة، وهو ما سيُشجع السياح الأجانب على التنقل إلى وجهات عدة داخل المملكة، وبالتالي قضاء فترات سياحة أطول”.

تسهم السياحة في المغرب بنحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي، وبلغت إيرادات القطاع في الأشهر التسعة الأولى من العام 80 مليار درهم بالعملة الصعبة، بزيادة 24.8% على أساس سنوي، وفقاً لآخر الإحصاءات الصادرة عن مكتب الصرف.

نقلت الشركة الإيرلندية منذ بدء رحلاتها من وإلى البلاد حتى نهاية أكتوبر أكثر من 40 مليون مسافر. وكانت وقّعت العام الجاري على طلبية ضخمة تتضمن 390 طائرة “بونيغ 737” ينتظر أن تتسلمها خلال العقد المقبل، ما يسمح برفع قدرتها دولياً من 225 مليون مسافر سنوياً في 2026 إلى 300 مليون بحلول 2034.

البرنامج الجديد لشركة “ريان إير” سيرفع من مستوى ربط المغرب بمطارات أوروبا من خلال رحلات جديدة مباشرة، تطال الأسواق الرئيسية للسياحة بما في ذلك الدول الإسكندنافية وألمانيا وأوروبا الشرقية والمملكة المتحدة، ويأتي في أعقاب إعلان استضافة المملكة، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، لكأس العالم 2030.

من أجل تحقيق زيادة رحلاتها إلى المملكة، قامت الناقلة الجوية الإيرلندية بتخصيص طائرة إضافية لوجهة المغرب من طراز بوينغ “Boeing 737 Gamechanger” بما يرفع إجمالي أسطولها إلى 12 طائرة، بكلفة استثمارية تقدر بنحو 1.2 مليار دولار، على مدى عقدين.

يرى بوحوت أن استضافة أكبر حدث رياضي في العالم يتطلب من المغرب الرفع من قدرات النقل الجوي الداخلي، وهو ما سيتحقق بفتح هذه السوق لشركات طيران عديدة.

يُرجّح أن يصل عدد السياح إلى المغرب هذا العام إلى 14 مليوناً، وهذا سيكون رقماً قياسياً للقطاع، من 11 مليوناً العام الماضي، بحسب فاطمة الزهراء عمور وزيرة السياحة المغربية في مقابلة سابقة، حيث توقعت أن تستقبل البلاد 20 مليون سائح عام 2030 تاريخ استضافة كأس العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى