خبراء و آراء

فعال بنسبة 95%.. هل يحقق لقاح «كورونا» الجديد الحماية الكاملة للمصابين؟.. خبراء يجيبون

دخلت الاختبارات النهائية للقاح مضاد ل فيروس كورونا مراحلها الأخيرة في عدة دول مثل روسيا وألمانيا، ومنذ اندلاع جائحة «كورونا» تم إجراء اختبارات على عشرات الأدوية واللقاحات التي قد يصبح بعضها الدواء المطلوب للفيروس القاتل.

وكان الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس عبدالفتاح السيسي لشئون الصحة والوقاية أن تطعيم «كورونا» لن يمنح مناعة بنسبة 100%، لكنه سيقلل الإصابة أو احتمالية المضاعفة، وهو ميزة أيضًا، مؤكدًا أن الأولوية للوقاية بالأساليب التقليدية.

وحذر علماء من أن الاعتماد المبكر للقاح كورونا قد يعطل الجهود طويلة الأجل لإنتاج لقاح بفاعلية أكبر في مقاومة الفيروس، فيما أكدوا أن التحصين ضد المرض لن يكون عملاً بسيطاً لإيقاف الفيروس بمجرد ظهور اللقاح الأول.

ويكافح الباحثون في المختبرات لتحديد أفضل النسخ من اللقاحات لمختلف الفئات العمرية بمن فيهم كبار السن، بحسب ما نقله موقع صحيفة الجار ديان البريطانية.

«بوابة الأهرام» تستعرض أراء الخبراء حول فاعليته اللقاح الجديد ومدى حمايته وتأثيره

ثلاث مراحل

في البداية، تقول الدكتورة غادة نصر أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي بطب القصر العيني وعضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية بالمجلس الأعلى للجامعات، هناك عدد كبير من اللقاحات في مراحل مختلفة من التجارب السريرية فبعض اللقاحات في المرحلة الثانية وبعضها في المرحلة الثالثة والأخيرة، ولو ثبت فاعلية اللقاح يتم اعتماده وطرحه بالأسواق، لافتة إلى أن آخر لقاح انتجته “فايزر- بيونتيك”، وقد أشاروا إليه وتم تجربته على عدد أكثر من 44 ألف شخص من الأصحاء وبمتابعتهم هناك مجموعة تم تطعيمها بهذا اللقاح ومجموعة أخرى حقنت بما يشبه التطعيم – لا يوجد به المادة الفعالة – وهذه التجارب السريرية لمقارنة فاعلية اللقاح وقد أظهرت التجارب ظهور حوالي 95 حالة أصيبوا ب فيروس كورونا 5 حالات منهم كان تم حقنهم باللقاح والـ90 الآخرين لم يتم تطعيمهم، وبذلك فإن التطعيم يعطي 95% حماية، وعلينا أن نعلم أن هذا اللقاح يحتاج أن يُحفظ في درجة 70 تحت الصفر.

الإجراءات الاحترازية

وأشارت الدكتورة غادة نصر، إلى أن هناك العديد من التساؤلات لم تتم الإجابة عنها، منها كم هي مدة الحماية التي يوفرها اللقاح؟، ولا نعلم هل التطعيم يحمي فقط من المرض فقد يظل الشخص المُطعم ناقل للعدوى على الرغم من عدم إصابته بالمرض، موضحة أن التجارب السريرية التي تمت على المصابين أثبتت أنه يوفر 95% حماية، وفي ظل عدم وضوح عدم وجود علاج معتمد علينا الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية فتلك التي نثق في حمايتنا من الإصابة بالفيروس.

لقاح فايزر وبيونتيك الأنجح حتى الآن

ومن جانبه، يرى الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ دكتور الميكروبيولوجي والمناعة بجامعة قناة السويس، مع دخول الموجة الثانية من فيروس كورونا و انتشاره بصورة مرعبة في دول أوروبا وأمريكا، أصبحت هناك ضرورة ملحة لإنتاج لقاح آمن و فعال للحد من هذا الوباء اللعين، وقد أعلنت شركتا “فايزر وبيونتيك” عن لقاح تجريبي ضد فيروس كورونا وعلى عهدة الشركتين فإن فاعلية اللقاح تجاوزت 90 %، بحسب تحليل أولي لنتائج التجارب، حيث تمت تجربة اللقاح على ٤٤ ألف شخص في ستة بلدان مختلفة، وبالتالي يعد لقاح فايزر هو الأنجح و الأكثر شهرة و فاعلية حتى الآن، موضحًا يعتمد اللقاح الجديد على مادة وراثية تسمى «mRNA» تمكّن الجسم من إنتاج البروتينات الموجودة على السطح الخارجي ل فيروس كورونا ، التي تمنحه شكله التاجي المميز، حيث يُدخل اللقاح هذه المادة الوراثية إلى جسم الإنسان، ويحفز الخلايا البشرية لإنتاج البروتين الموجود على سطح الفيروس، فيشعر الجسم بالخطأً بأنه تعرض لعدوى الفيروس، واستجابة لهذا ينتج أجساما مضادة للفيروس، ثم يتم تنشيط مسارات المناعة الأخرى للحماية من العدوى، أو بمعنى أبسط يعمل بطريقة حديثة تقوم على حقن الجسم بجزء من الشفرة الجينية للفيروس من أجل تدريب نظام المناعة على مواجهته، و يعطى اللقاح على جرعتين مع فاصل زمني 3-4 أسابيع.

الاعتماد النهائي للقاح

وأضاف «الجمال» «وعلى عهدة «فايزر» أظهرت التجارب في كل من أمريكا وتركيا والبرازيل والأرجنتين وألمانيا وجنوب إفريقيا أن الأشخاص الذين تطوعوا لتجربة اللقاح اكتسبوا مناعة بنسبة 90% بعد أسبوع واحد من حصولهم على الجرعة الثانية، ولكن هناك احتياطات لازمة لنقل وتخزين اللقاح، حيث يلزم تخزينه عند درجة حرارة °80c-، لافتًا إلى كم التفاؤل والفرحة لسماع هذه الأخبار، إلا أنه من السابق لأوانه الاعتماد النهائي للقاح، فلابد أن يتميز اللقاح بالفاعلية و الأمان و يجب ملاحظة آثاره الجانبية على المدى القريب والبعيد.

تساؤلات مطروحة

ويتفق الدكتور عبد العظيم الجمال مع الدكتورة غادة نصر على عدم الاستعجال واعتماد اللقاح قبل اكتمال النتائج الإكلينيكية والسريرية التي تضمن أمان و فاعلية اللقاح، وعدم حدث أي آثار جانبية خطيرة، كذلك هناك عدة تساؤلات مطروحة منها:

١. هل اللقاح أثبت فاعليته في جميع الفئات والمراحل العمرية المختلفة؟

٢.هل فاعلية اللقاح و المناعة المكتسبة بواسطته قصيرة ام طويلة المدى؟ (إلى متى تستمر المناعة المكتسبة من اللقاح؟)

٣. هل اللقاح آمن وفعال بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة و نقص المناعة وكبار السن؟

٤. هل النتائج المعلنة نهائية ومعتمدة أم أولية ومازلت التجارب لم تنته بعد؟

كل هذه التساؤلات إجابتها غير معروفة، مضيفًا أن شركة فايزر قد أعلنت انه بإمكانها إنتاج 50 مليون جرعة بنهاية العام الحالي 2020 و1.3 مليار جرعة بنهاية عام 2021.

واستكمل «الجمال» دعونا نتفق أنه يجب أولا تحصين العاملين في الخطوط الأمامية بقطاع الرعاية الصحية، والأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس.

أجسام مضادة

ويضيف الدكتور محمد أحمد أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، أن كل اللقاحات التي تم الإعلان عنها خاضت ثلاث مراحل بعدها يعطي اللقاح أجسامًا مضادة لتأخذ من عام إلى عام ونصف العام وبناء على نتائج تلك التجارب السريرية نستطيع بعدها القول هل هذا اللقاح موسمي أو نصف موسمي، مشددًا على عدم استباق الأحدث قبل الإعلان النهائي عن نتائج تلك التجارب.

اللقاحات المعلن عنها

وعن اللقاحات التي تم الإعلان عناه يقول الدكتور محمد أحمد، اللقاح الروسي به نوعين من اللقاحات أحدهم يتم أخذه أول مرة والجرعة التنشيطية من لقاح آخر، أما اللقاح الصيني فهو عبارة عن الفيروس نفسه ولكنه “مثبط”-ميت- ويتم أخذه على جرعتين جرعة أولية وجرعة تنشيطية، أما لقاح أكسفورد الإنجليزي مثله مثل اللقاح الروسي يتم أخذه على جرعتين، وأخيرًا اللقاح الأمريكي والألماني وهو يعتمد على الحامض النووي للفيروس “RNA “.

سبعة أيام

وفي السياق ذاته، الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن شركة موديرنا أعلنت لقاحها المضاد ل فيروس كورونا أظهر فعاليته الأساسية بنسبة 94.5% لقاحها لكورونا حقق فعاليته الأساسية، بعد التحليل المؤقت والأولي لنتائج المرحلة الثالثة من الاختبارات، وأن النتائج الأولية استندت إلى 95 حالة متنوعة ومختلفة، ولم يتم الإبلاغ عن أي مخاوف تتعلق بالسلامة، مؤكدا من المتوقع أن يكون لقاحها مستقرًا عند درجات حرارة الثلاجة القياسية من 2 إلى 8 درجات مئوية (36 إلى 48 درجة فهرنهايت) لمدة 30 يومًا، ارتفاعًا من التوقعات السابقة التي تصل إلى سبعة أيام.

نتائج مشابهة

ويرى بدران، لدى لقاحات “موديرنا” وفايزر” نتائج مشابهة لأنها تستخدم تقنية واحدة لتنشيط جهاز المناعة في الجسم، حيث تقوم هذه اللقاحات بتوصيل الحمض النووي الريبوزي (RNA) لصنع النتوءات التي تتواجد فوق فيروس كورونا و بمجرد حقنها، يصنع الجهاز المناعي أجساماً مضادة لتلك النتوءات، وإذا تعرض الشخص الذي تم تطعيمه في وقت لاحق ل فيروس كورونا ، سيكون لديه مناعة ضد الكورونا عن طريق الأجسام المناعية المضادة التي ستهاجم “فيروس الكورونا الغازي”، مضيفًا ويتم إعطاء اللقاحين عبر جرعتين تفصل بينهما ثلاثة أسابيع.

لقاح موديرنا وفايز

وعلى الجانب الآخر أوضح بدران، أن لقاح “موديرنا” له ميزة عملية أكبر من لقاح فايزر، لذا يجب الاحتفاظ بلقاح فايزر عند درجة 75 درجة مئوية تحت الصفر، ولا يوجد لقاح آخر يبقى بارداً إلى هذه الدرجة، ولا تحتوي أغلب المستشفيات و عيادات الأطباء والصيدليات على ثلاجات توفر درجة حرارة منخفضة إلى هذه الدرجة، وبالمقارنة نجد أن “لقاح موديرنا” يمكن الاحتفاظ به عند درجة حرارة أقل من 20 درجة مئوية تحت الصفر، و يتم بالاحتفاظ بلقاحات أخرى مثل لقاح الجدري المائي في درجة الحرارة ذاتها، و لهذا يمكن الاحتفاظ بلقاح موديرنا في ثلاجة عادية بسهولة، كما يمكن الاحتفاظ به في الثلاجة لمدة 30 يوماً، بينما يمكن الاحتفاظ بلقاح فايزر في الثلاجة لمدة 5 أيام فقط.

عدة ملاحظات

ويضيف بدران، هناك لقاح موديرنا ولقاح فايزر ونجد أن شركة بايو إن تيك للتكنولوجيا الحيوية واللقاحات صاحبة اكتشاف لقاح كورونا التابع لشركة فايزر الأمريكية، واللقاح سيكون عبر جرعتين في اليوم الأول واليوم 22، ولكن هناك عدة ملاحظات أن اللقاح لن يتوفر إلا للدول الغنية، كما يتعين على البلدان بناء شبكات إنتاج وتخزين ونقل من أجل تأمين وصول اللقاح بطريقة آمنة إلى نقاط الاستهلاك النهائية، موضحًا أن الآثار الجانبية محدودة لا تتعدى اليومين للقاح كورونا حتى الآن، كما سيتم جمع البيانات عن اللقاح لمدة العامين المقبلين، كذلك هناك أسئلة عالقة حول مدى فعالية اللقاح حسب العمر والعرق، ومدى استمرار المناعة، كل هذه الأسئلة نجد إجابتها في انتظار إتمام اختبارات السلامة والموافقات الحكومية، ولكن نجد أن البيانات الأولية تشير إلى مناعة مدتها 3 أشهر على الأقل لا نعلم فترة المناعة المكتسبة، وهل ستستمر لمدة 6 أشهر –عام أو أكثر ؟، و هل يستطيع التطعيم منع انتشار العدوى ؟ وماذا عن الحاملين للفيروس بدون أعراض؟.

تحديات لوجستية

واستكمل بدران قوله، أن اللقاحات تغيّر قواعد اللعبة مع الأوبئة، وهذا يرجع إلى بعض التحديات اللوجستية، وسيستغرق تطعيم عدد كبير من الأشخاص حوالي عام على الأقل تقريبا إلى حين الوصول إلى مرحلة ما يُعرف باسم مناعة القطيع، كذلك طريقة التخزين، ويجب إذابة اللقاحات من 70 درجة مئوية تحت الصفر، وحقنه في غضون خمسة أيام، وإلا سيواجه التلف، فنجد أن ألمانيا تواجهها مشكلة لوجستية بشأن التخزين الآمن لجرعات اللقاح، حيث يجب حفظه على درجة حرارة لا تقل عن 70 تحت الصفر، لافتًا إلى أن ينبغي التأكيد على أن التطعيم لا يغنى عن الالتزام بالتدابير الوقائية، والمعركة مع كورونا مازالت مستعرة ومستمرة، ووتيرة العدوى مازالت مرتفعة عالمياً، ففيروس كورونا جديد وغامض، وذكى سريع الانتشار أخطر من الأنفلونزا، وتؤكد المؤشرات حتى الآن أن الأنفلونزا تقتل 500 ألف كل عام ، أما كورونا كوفيد-19 قتل حتى الآن 1307627، أي ضحايا الكورونا 2.6 ضعف الأنفلونزا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى