
قال الملياردير المصري نجيب ساويرس إن تجربته الاستثمارية في العراق “صعبة” في ظل التحديات السياسية التي تواجه البلاد، بينما تشيد شركته التابعة “أورا ديفلوبرز” مدينة سكنية في البلاد باستثمارات تزيد عن 11 مليار دولار وتمتد على مساحة 9 ملايين متر مربع.
وأضاف ساويرس خلال المؤتمر السنوي السابع لجريدة “حابي” في القاهرة اليوم الثلاثاء إن حجم استثمارات مجموعته في كل من الإمارات والعراق يبلغ نحو 15 مليار دولار لكل منهما، ما يستدعي اللجوء إلى طرح الشركة في بورصة محلية أو إقليمية لتمويل خطط النمو.
ساويرس يعود إلى العراق بعد عقدين من التخارج
أعاد مشروع “مدينة الورد” ساويرس إلى السوق العراقية، التي سبق أن استثمر فيها قبل نحو عقدين من الزمن عبر قطاع الاتصالات من خلال شبكة الهاتف المحمول “عراقنا”، قبل أن يتخارج منها لاحقاً. وكان ساويرس قد أعلن عن أول مشروعاته العقارية في العراق عقب لقائه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في عام 2023.
وفي موازاة ذلك، أوضح ساويرس أن مجموعته تواصل البحث عن أراضٍ جديدة للتوسع العقاري في الإمارات، بالتوازي مع تعزيز حضورها في قطاع الطاقة النظيفة بالمغرب. وتنفذ شركة “أورا” التابعة له مشروع “بين” العقاري في منطقة غنتوت، الواقعة بين دبي وأبوظبي، على مساحة تبلغ 4.8 مليون متر مربع، ويضم واجهة بحرية على الخليج العربي بطول 1.2 كيلومتر.
ويأتي هذا التوجه في وقت تشهد فيه السوق العراقية اهتماماً متزايداً من شركات التطوير الإقليمية. ففي مايو الماضي، أعلنت “مجموعة طلعت مصطفى القابضة”، أكبر مطور عقاري مدرج في مصر، توقيع مذكرة تفاهم لتطوير مدينة مستدامة متعددة الاستخدامات في العراق على مساحة تقارب 14 مليون متر مربع، مع توقعات بتحقيق مبيعات إجمالية تصل إلى 17 مليار دولار.
وعلى صعيد السوق المحلية، قال ساويرس إنه سيعقد اجتماعاً مع عدد من المطورين العقاريين، إلى جانب رئيس مجلس الوزراء ومحافظ البنك المركزي المصري، لبحث سبل تنشيط السوق.
وكان ساويرس قد انتقد في وقت سابق فرض رسوم إضافية على مشروعات الساحل الشمالي وطريق القاهرة–الإسكندرية الصحراوي، واصفاً إياها بأنها “مخالفة للقانون”، مشيراً إلى أن مكاسب شركات التطوير العقاري لم تتجاوز خلال السنوات القليلة الماضية ما بين 1% و2% من حجم المبيعات، بينما تتكبد بعض الشركات خسائر.
من جهة أخرى، اعتبر رجل الأعمال المصري أن المباني الحكومية القديمة، والأراضي الواقعة في وسط القاهرة وعلى ضفاف نهر النيل، تُعدّ أصولاً جاذبة للاستثمار، لكنه شدد على ضرورة طرحها بأسعار منطقية وبوتيرة أسرع، مؤكداً أن ذلك من شأنه جذب استثمارات عربية وأجنبية واسعة.
وفي قطاع البنية التحتية، أبدى ساويرس اهتمامه بالمنافسة على إدارة وتشغيل مطار الغردقة بالشراكة مع شركة أوروبية، إلى جانب رغبته في التقدم لإدارة مطار الأقصر في حال طرحه، ضمن توجه أوسع للاستثمار في أصول النقل والخدمات.
وأعلنت وزارة الطيران المدني المصرية في وقت سابق من الشهر الجاري فتح باب التقدّم رسمياً أمام التحالفات والشركات المتخصصة، والراغبة في التأهّل لعملية الطرح لاختيار الشريك الاستراتيجي لإدارة وتشغيل وتطوير مطار الغردقة الدولي.
كما كشف ساويرس أن استثماراته في تطوير منطقة الأهرامات تبلغ نحو 1.5 مليار جنيه. تتولى شركة “أوراسكوم بيراميدز” التابعة لرجل الأعمال المصري تطوير منطقة الأهرامات. وكانت شركة “أو إس إل” (OSL) للمشروعات الترفيهية، التابعة لـ”أوراسكوم للاستثمار القابضة”، حصلت على تمويل بقيمة 963 مليون جنيه من البنك التجاري الدولي-مصر، لتمويل مشروع تطوير عروض الصوت والضوء والمنطقة المخصصة للعروض بمنطقة أهرامات الجيزة في وقت سابق من العام الجاري.






