
دبي تُبهر العالم فى “آيكوم 2025” برعاية ملكية وحضور مصري يعانق التاريخ والمستقبل
رسالة الامارات – ناصر صبحى
تحولت مدينة إكسبو دبي إلى مسرح عالمي للثقافة والتراث، باحتضانها المؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف “آيكوم دبي 2025“. وقد انطلق هذا الحدث التاريخي، الذي يُقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مؤكدًا مكانة دبي كمركز ثقافي عالمي رائد.
رعاية وحضور ملكي يُطلق العنان لمستقبل المتاحف
شهد حفل الافتتاح الباهر حضور كل من سموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي.
تحت قبة ساحة الوصل – أكبر قبة عرض تفاعلية في العالم – استضافت دبي قادة المتاحف والخبراء العالميين تحت شعار “مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيير“.
أشادت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بالجهود المشتركة بين “دبي للثقافة” ومدينة إكسبو دبي، وقالت:
“اعتز بمسيرة دبي وحكايتها التي تستحق أن تُروى.. هي قصة مدينة آمنت بدور الثقافة في بناء الإنسان والنهوض بالمجتمعات… ليلتقي العالم اليوم على أرضها في أكبر تجمع دولي في قطاع المتاحف، وهو أمر يستحق الفخر، ومدعاةٌ للاعتزاز الوطني”.

عرض “هذه هي دبي”: حكاية نشأة أُبهرت بها العيون
على مدار عشرين دقيقة، قدم حفل الافتتاح عرضًا مسرحيًا موسيقيًا مُلهماً تحت عنوان “هذه هي دبي“، جسد حكاية نشأة الإمارة وتطورها من قرية على ضفاف الخور عام 1833 إلى مركز ثقافي عالمي.
- إبهار تقني: استُخدمت 252 جهاز عرض ليزر وأكثر من 813 وحدة إضاءة لتحويل القبة التي يبلغ قطرها 130 مترًا إلى لوحة بصرية بانورامية بزاوية 360 درجة.
- لوحات فنية مؤثرة: روى العرض أربع لوحات فنية، بدأت بـ قرار الرحيل من ليوا، مروراً بـ رحلة الغوص والصيد، ثم انفتاح دبي على العالم وتنوع الثقافات، وصولاً إلى اللوحة الرابعة التي احتفت بدبي كـ مدينة استقرار وليست محطة مرور.
- إبداع إماراتي: تولت إخراج العمل المبدعة آمنة عبدالله أبو الهول، بالتعاون مع الشاعر الكبير علي الخوار (النص الشعري) وفايز السعيد (الموسيقى) والمطربة الأوبرالية فاطمة الهاشمي، مع الإشراف على المحتوى السردي من قبل ريم عبدالله الغيث.
مصر في قلب المشهد: ثقل تاريخي ورؤية مستقبلية
في هذا الملتقى الذي يربط التقاليد بالابتكار، كان الحضور المصري محط الأنظار. لم تكن مشاركة الوفد المصري الرفيع المستوى مجرد تواجد، بل كانت تأكيدًا لثقل مصر الحضاري كمهد لأقدم الحضارات والتراث.
قدم الوفد المصري رؤى قيمة حول التحديات التي تواجه المؤسسات المتحفية الكبرى، مستفيدين من خبرة مصر الفريدة في إدارة مواقع وتراث لا مثيل له.

أكدت مشاركة شخصيات قيادية من مؤسسات مثل رئيس أيكوم مصر الدكتور أسامة عبد الوارث وقيادات من المتحف المصري الكبير والمتحف القومى للحضارة وممثلين عن باقى المتاحف المصرية على وعي مصر بأهمية مواكبة التطورات. حيث شاركت الدكتورة فاطمة عبدالنبي في نقاشات حول دور التكنولوجيا والرقمنة في العرض المتحفي، مشيرة إلى أن المستقبل العربي للمتاحف “واعد” وأدار الدكتور محمد إسماعيل أستاذ تكنولوجيا المتاحف بجامعة عين شمس جلسة نقاشية عن “إستخدامات الذكاء الاصطناعى في المتاحف” كما فاز بمنصب نائب رئيس لجنة “أفيكوم” اللجنة الدولية للتكنولوجيا بالمجلس الدولى للمتاحف.
- تعزيز التعاون:

شكّلت الجلسات فرصة ذهبية للوفد المصري لعقد شراكات وتبادل خبرات مع خبراء دوليين، بما يدعم جهود تحديث وتطوير المتاحف المصرية، ودمج الخبرة الأثرية المصرية مع أحدث الممارسات العالمية.
إن “آيكوم دبي 2025” هو نقطة التقاء تاريخية تُصنع فيها استراتيجيات الغد، لتؤكد أن الثقافة هي اللغة الإنسانية المشتركة التي توحد الشعوب، ومصر تضع بصمتها الثابتة في قلب هذه الصناعة الحيوية.







