ارتفعت الطاقة الاستيعابية للفنادق العائمة في مصر بنحو 10% مع انطلاق الموسم السياحي الشتوي مطلع أكتوبر الجاري، مع دخول 19 فندقاً عائماً الخدمة باستثمارات تبلغ 1.14 مليار جنيه (حوالي 24 مليون دولار)، بحسب تصريحات إيهاب عبد العال، أمين عام الاتحاد المصري للغرف السياحية لـ”الشرق”.
أمين الاتحاد، قال إن الطاقة الاستيعابية للفنادق العائمة المؤهلة لاستقبال السياح، ارتفع عددها إلى نحو 205 فنادق بطاقة تتجاوز 12 ألف غرفة، مقابل نحو 186 فندقاً في موسم الشتاء الماضي.
زيادة الغرف الفندقية
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قال الشهر الماضي إن بلاده تعكف على زيادة أعداد الغرف الفندقية؛ لاستيعاب الأعداد المستقبلية للوافدين، معتبراً السياحة بمثابة ركيزة أساسية ورافد سريع للحصول على النقد الأجنبي.
في إطار سعيها لتهيئة الأوضاع اللازمة لنمو القطاع، تستهدف الحكومة المصرية جذب استثمارات بقيمة 35.4 مليار دولار لإضافة 340 ألف غرفة فندقية جديدة بحلول 2031، بما يرفع إجمالي الطاقة الاستيعابية إلى 568 ألف غرفة، مقابل 228 ألف غرفة فقط بنهاية 2024.
تطوير وتوفيق أوضاع
أوضح عبد العال في حديثه مع “الشرق” أن الفنادق التي ستدخل الخدمة قد انتهت من توفيق أوضاعها وإجراء التطوير اللازم قبل بداية الموسم، مضيفاً: “تتراوح استثمارات التطوير وإعادة فرش الفندق العائم الواحد بين 50 مليون جنيه و60 مليون جنيه، وتزيد وفقاً لحاجة المنشأة”.
يُعدّ قطاع السياحة واحداً من أهم مصادر النقد الأجنبي في البلاد. وسجلت مصر، التي تُعدّ إحدى أفضل أماكن قضاء العطلات في الشرق الأوسط بفضل منتجعاتها الشاطئية ورحلاتها البحرية على نهر النيل، زيادة في عدد السياح الوافدين إلى البلاد هذا العام، بعد انحسار التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
وصمد قطاع السياحة في مصر أمام الحرب بين إسرائيل وحماس على حدود البلاد الشرقية الشمالية، و3 سنوات من الصراع بين روسيا وأوكرانيا، اللتين تشكلان نسبة كبيرة من زوار مصر.
يتزامن مع زيادة عدد الفنادق العائمة ارتفاع أعداد “الذهبيات” وهي قوارب فندقية أصغر حجماً ، وفق أمين عام الاتحاد، لافتاً إلى أنه من المقرر دخول 15 “ذهبية” تابعة لوزارة السياحة الخدمة خلال الموسم الجاري، وأخرى تابعة للقطاع الخاص، لتصل الطاقة الفندقية لإجمالي “الذهبيات” نحو 3 آلاف غرفة.
تتولى لجنة مؤلفة من وزارة السياحة والاتحاد العام للغرف السياحية وغرفة الفنادق مراجعة أوضاع 30 فندقاً عائماً خلال الشهر الجاري، ورفع التصنيف الخاص بالفنادق التي التزمت بتلافي الملاحظات والتطوير.
يأتي ذلك أيضاً، في وقت تأمل الحكومة نمو أعداد السائحين الوافدين إلى مصر بنحو 14% بنهاية العام الجاري لتصل إلى 18 مليون سائح، بحسب ما ذكره مصطفى مدبولي في يناير.
إنفاق السياح بالفنادق العائمة
أوضح عبدالعال أن رواد الفنادق العائمة من أعلى أنواع السياح إنفاقاً في البلاد، إذ يتجاوز معدل إنفاقهم 5 أضعاف ما ينفقه الوافد على السياحة الشاطئية على سبيل المثال.
استقبلت مصر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 15 مليون سائح، بنمو نسبته 21% على أساس سنوي، مقتربة من مستهدفها بنهاية العام عند 18 مليون سائح، بحسب تصريحات وزير السياحة أمس الأربعاء لـ”الشرق”.
ارتفعت إيرادات مصر من السياحة 16.3% إلى 16.7 مليار دولار خلال العام المالي الماضي المنتهي في يونيو، بحسب بيانات البنك المركزي المصري. الزيادة جاءت بدعم من ارتفاع عدد الليالي السياحية خلال العام 2025/2024 لتصل إلى 179.3 مليون ليلة.
منح وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، مستثمري الفنادق العائمة و”الذهبيات” حزمة من التسهيلات خلال زيارته لمحافظة الأقصر مطلع الشهر الجاري، أبرزها حصول أصحاب الذهبيات والمراكب الشعبية على رخصة مؤقتة للعمل حتى نهاية الموسم، والترخيص للشقق الفندقية بهدف زيادة الطاقة الفندقية، بحسب ما ذكره رئيس غرفة الشركات السياحية بجنوب الصعيد، ثروت العجمي في حديثه مع “الشرق”. ويصل عدد المراكب الشعبية إلى 42 مركباً بطاقة تصل إلى نحو 300 غرفة، وفق العجمي.
