الخطوط السعودية و ستارلينك .. مفاوضات لإدخال الإنترنت علي متن الطائرات

تجري الخطوط الجوية العربية السعودية مفاوضات متقدمة مع شركة سبيس إكس لتقديم خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” على أسطولها الذي يضم أكثر من 140 طائرة، في خطوة من شأنها أن تمنح الشركة ميزة تنافسية كبرى في سوق الطيران العالمي.
في حال إتمام الاتفاق، ستكون “السعودية” واحدة من أبرز شركات الطيران في الشرق الأوسط التي توفر خدمة الإنترنت الفضائي عالي السرعة، لتنافس شركات مثل فياسات، وتمنح “سبيس إكس” موطئ قدم في أكبر اقتصاد خليجي. هذا التطور يتزامن مع جهود المملكة لتنويع اقتصادها وتعزيز دور السياحة والطيران ضمن رؤية السعودية 2030.
لا تقتصر المفاوضات على “السعودية”، إذ تجري “سبيس إكس” محادثات مماثلة مع طيران الإمارات، و”فلاي دبي”، و”طيران الخليج” البحرينية. وتأتي هذه التحركات في وقت بدأت فيه شركات مثل الخطوط القطرية بتوفير الخدمة بالفعل على بعض طائراتها، ما يعكس سباقًا متسارعًا في المنطقة لتقديم أفضل تجربة اتصال جوي للمسافرين.
وفقًا لوثائق اطلعت عليها “بلومبرغ”، تتحمل شركات الطيران تكلفة الأجهزة الخاصة بالخدمة والتي تتراوح بين 300 ألف و500 ألف دولار للطائرة، إضافة إلى رسوم شهرية يتم تحديدها بناءً على عدد المقاعد، ما يجعل الخدمة أقرب إلى نموذج الاشتراكات الموجه للأفراد.
التحديات التنظيمية في المنطقة
رغم أن السعودية سمحت باستخدام “ستارلينك” لأغراض الطيران والبحرية، لا تزال بعض الدول مثل الإمارات بحاجة إلى تعديل سياساتها لمنح تراخيص لهذه الخدمة. في المقابل، سمحت كل من البحرين وقطر والأردن باستخدامها، مما قد يحدد سرعة انتشار الخدمة إقليميًا.
تسعى الخطوط السعودية، صاحبة التاريخ الممتد لـ80 عامًا، إلى تطوير خدماتها وتجربة ضيوفها عبر شراكات تقنية ورياضية، إلى جانب تحسين الخدمات على متن الطائرات، بدءًا من التصميم الداخلي وحتى وسائل الراحة الفاخرة. ويأتي ذلك بالتوازي مع إطلاق طيران الرياض، الناقلة الجديدة التي تعاقدت مع “فياسات” لتوفير خدمة الإنترنت على متن رحلاتها.
إدخال “ستارلينك” إلى الطيران التجاري في المنطقة سيشكل نقطة تحول في تجربة السفر، حيث سيتيح للمسافرين إنترنت عالي السرعة على ارتفاع 30 ألف قدم، ما يعزز الإنتاجية والترفيه ويجعل من الرحلات الطويلة تجربة أكثر اتصالًا بالعالم.