
السفير البريطاني لدى جمهورية مصر العربية غاريث بايلي رافق وزير الآثار، شريف فتحي منذ قليل ومحافظ القاهرة، الدكتور إبراهيم صابر، والدكتورة مي الإبراشي مؤسسة مجاورة -الأثر لنا- التابعة لصندوق الثقافة البريطاني، وبحضور رئيس المجلس الأعلى للآثار ورئيس قطاع الآثار الإسلامية، قبة يحيي الشبيه، وصفي الدين جوهر.
قال سفير بريطانيا في مصر: أحب مصر والقاهرة الإسلامية لأبعد درجة ممكنة، ونحن في هذا الموقع الذي هو بمثابة قلب القاهرة النابض، ومجلس الثقافة البريطاني يعمل جاهداً في تطوير المواقع الأثرية، ونحن اليوم في اثنين من أصل 14 موقعا جار العمل على ترميمها.
وقال وزير الآثار: نحن اليوم في نموذج رائع للتعاون بين وزارة الآثار ومجاورة، والذي يعد التزام مننا كدولة، والموقع هنا قد رأيت فيه اهتمام وإتقان كبيرين، وهو مثال عظيم للتعاون بين الوزارة والجهات الأخرى.
قبة صفي الدين جوهر
وتعد قبة صفي الدين جوهر من المعالم الإسلامية البارزة في القاهرة، وتجسد الطراز المعماري المملوكي البحري الذي ازدهر في القرن الرابع عشر الميلادي.
تأسست قبة صفي الدين جوهر في مستهل شهر ذي الحجة سنة 714 هـ (1314 م)، بأمر من الأمير صفي الدين جوهر الملكي الناصري، أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون، تقع القبة في شارع الركيبة بحي الخليفة في القاهرة، وتعد من الأضرحة المملوكية التي تعكس تطور العمارة الإسلامية في تلك الفترة.
وتتميز القبة بتصميمها المعماري الفريد، حيث تتكون من حجرة مربعة تعلوها قبة مبنية من الآجر، مقسمة إلى ستة أقسام على شكل مثلثات تغطيها شبابيك جصية معشقة بالزجاج الملون، وتنتهي بمنور دائري، تزين مناطق الانتقال بين القاعدة والقبة بثلاثة صفوف من المقرنصات، وتحتوي رقبة القبة على ستة عشر ضلعا، فتح في ثمانية منها نوافذ للتهوية والإضاءة.
استخدم في بناء القبة الحجر في الكتلة الأساسية، والآجر في بناء القبة، والجص في تكسية الجدران والمحراب، تظهر هذه المواد والتقنيات المستخدمة في البناء مدى التقدم الذي وصل إليه المعماريون في العصر المملوكي.
تعد قبة صفي الدين جوهر من المعالم الدينية الهامة في القاهرة، حيث تعتبر مكاناً للزيارة والتبرك. تجسد القبة التداخل بين الفن والدين في العمارة الإسلامية، وتظهر كيف كانت المباني تشيد لتكون أماكن للعبادة والتأمل، بالإضافة إلى كونها أعمالاً فنية تعبر عن الهوية الثقافية والدينية للمجتمع.
تعتبر قبة صفي الدين جوهر مثالاً رائعاً على العمارة الإسلامية في مصر، وتظهر التقدم الفني والمعماري الذي تمتع به العصر المملوكي. تجسد القبة التداخل بين الفن والدين في العمارة الإسلامية، وتعد شاهدا على التاريخ الغني والمتنوع لمدينة القاهرة.