شركة صينية باعت طائرتين لإيران بقيمة مضاعفة مقابل شحنة نفط

انضمت طائرتان من طراز “إيرباص A330” إلى أسطول شركة الخطوط الجوية الإيرانية “إيران إير” في 24 مايو الحالي، في صفقة تمت عبر المقايضة مع النفط الإيراني، وبوساطة شركة صينية خاصة، وفقًا لما أفادت به وكالة أنباء “إيلنا” الإيرانية.
وقالت الوكالة، إن الطائرتين تم تسليمهما في إطار عقد يعود إلى عهد الحكومة الإيرانية السابقة، وكان وزير الطرق والتنمية العمرانية آنذاك، مهرداد بذرباش، قد أعلن عن الصفقة قبل نحو شهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيدًا بانضمام الطائرتين إلى الأسطول الوطني.
وبحسب التفاصيل التي أوردتها “إيلنا”، فإن الصفقة نُفذت عبر شركة صينية تُدعى “هاوكون إنرجي – HAOKUN ENERGY”، وبلغت قيمتها 116 مليون دولار من النفط الإيراني، رغم أن القيمة السوقية الفعلية للطائرتين لا تتجاوز 60 مليون دولار مجتمعة، أي أقل من نصف القيمة التي احتسبها الطرف الصيني.
وأشارت تقارير غير رسمية إلى أن الطائرتين قد تم تسعيرهما بشكل يفوق قيمتهما الواقعية، مع الإشارة إلى احتمال أن تكون بعض قطع الغيار قد أُدخلت ضمن الصفقة، من دون توفّر أي تفاصيل مؤكدة حولها.
وتنقل “إيلنا” عن مصادرها أن شركة “هاوكون إنرجي” لم تسوِّ بعد جزءًا كبيرًا من ديونها المتراكمة تجاه إيران، رغم دخولها في عدد من المشاريع الاستثمارية الضخمة، كان أبرزها تطوير المرحلة الثانية من مطار “الإمام الخميني” في طهران بقيمة تعاقدية وصلت إلى 2.5 مليار دولار، وهو رقم وصفه خبراء إيرانيون حينها بأنه “مبالغ فيه إلى حد كبير”، غير أن الشركة انسحبت من المشروع بعد مراسم وضع حجر الأساس دون تنفيذ أي عمل فعلي.
وحسب تقرير الوكالة الإيرانية: شملت تعهدات الشركة الصينية الدخول في مشاريع تشمل تطوير السكك الحديدية، وشراء عربات قطار، وكهربة خط طهران–مشهد، وصفقات لتوريد 55 طائرة بأنواع مختلفة، ومع ذلك، لم يُسلَّم لإيران سوى طائرتين فقط خلال عامين، وسط تأخيرات وعدم التزام في تنفيذ المشاريع المعلنة.
وفي ضوء الجدل المثار بشأن القيمة الحقيقية للطائرتين ومدى التزام الشركة الصينية ببنود التعاقد، دعت تقارير محلية إلى تدخل الهيئات الرقابية المختصة، مطالبة منظمة الطيران المدني الإيراني وشركة “إيران إير” بتقديم إيضاحات شفافة للرأي العام حول تفاصيل الصفقة وآليات تسعيرها.