
تشهد لبنان حالة من الاستنفار والتفاؤل الحذر مع اقتراب موسم الصيف لعام 2025، حيث تأمل البلاد في تحقيق انتعاشة قوية لقطاع السياحة الذي عانى لسنوات طويلة من الركود نتيجة الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية المتلاحقة.
مؤشرات إيجابية وجهود حكومية:
هناك عدة مؤشرات إيجابية تدعو للتفاؤل بإمكانية تحقيق موسم سياحي واعد:
- رفع حظر السفر: أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية مؤخرًا إلغاء قرار منع سفر مواطنيها إلى لبنان، وهناك ترقب لمواقف مماثلة من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى. وقد تلقى سفراء دول مجلس التعاون الخليجي تعهدات من رئيس الحكومة اللبنانية بتنفيذ كافة المتطلبات الأمنية.
- خطة أمنية شاملة: بدأت الحكومة اللبنانية بتنفيذ خطة أمنية مكثفة تشمل مطار بيروت والطرق المؤدية إليه، بالإضافة إلى تفعيل عمل الشرطة السياحية لضمان سلامة الزوار.
- غرفة عمليات سياحية وخط ساخن: تتجه الحكومة لإنشاء غرفة عمليات سياحية وتخصيص خط ساخن لتلقي اتصالات السياح والعمل على حل أي مشاكل قد تواجههم بشكل مباشر وفوري.
- توقع أعداد كبيرة من السياح: تتوقع وزارة السياحة اللبنانية وصول أعداد كبيرة من السياح خلال صيف 2025، مع توقعات أولية تشير إلى استقبال ما بين 300 إلى 450 ألف زائر خليجي.
- جهود وزارة السياحة: تبذل وزارة السياحة جهودًا كبيرة لتطبيق الإصلاحات المطلوبة وتقديم تجربة مميزة للسياح، مع التركيز على استعادة ثقة السياح العرب والخليجيين.
- تأهيل البنية التحتية: تعمل الحكومة على تحسين الاستقبال في مطار بيروت وتطوير طريق المطار وتجهيز المنطقة بصور تعكس التراث والثقافة اللبنانية.
تحديات ما زالت قائمة:
على الرغم من هذه الجهود والمؤشرات الإيجابية، لا يزال قطاع السياحة في لبنان يواجه تحديات كبيرة:
- الوضع الاقتصادي المتردي: يعاني لبنان من ركود اقتصادي مزمن، مما يؤثر على القدرة على الاستثمار في البنية التحتية السياحية وتحديثها.
- البنية التحتية المتهالكة: تعمل البنية التحتية السياحية بطاقة منخفضة نتيجة سنوات من الإهمال ونقص الاستثمارات، خاصة في قطاعات مثل الكهرباء والمياه والنقل.
- الوضع الأمني غير المستقر في الجنوب: لا يزال الوضع في جنوب لبنان مفتوحًا على كل الخيارات في ظل التوترات الإقليمية، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبًا على ثقة السياح.
- ارتفاع أسعار تذاكر الطيران وعدم تنوع وسائل النقل: يشكل ارتفاع تكلفة السفر إلى لبنان وعدم توفر خيارات نقل متنوعة عائقًا أمام تطور السياحة.
- المنافسة الإقليمية والعالمية: يتنافس لبنان مع العديد من الوجهات السياحية الأخرى في المنطقة والعالم التي تقدم أسعارًا وعروضًا جذابة.
الرهان على الثقة والاستثمار:
تؤكد وزارة السياحة اللبنانية أن الأولوية القصوى هي استعادة ثقة السياح، وخاصة من الدول الخليجية التي كانت تشكل الحاضنة التقليدية للسياحة في لبنان. وهناك تركيز على أن تكون زيارة لبنان تجربة متكاملة تبدأ من لحظة الوصول إلى المطار وحتى المغادرة، مع العمل على تحسين البنية التحتية وتقديم خدمات عالية الجودة.
في الختام، يعيش لبنان حالة من الترقب والأمل في أن يستعيد قطاع السياحة عافيته هذا الصيف، وأن يعود لبنان ليتبوأ مكانته كوجهة سياحية جاذبة للزوار من مختلف أنحاء العالم. ومع ذلك، يتطلب تحقيق هذا الهدف تضافر الجهود ومعالجة التحديات القائمة لضمان تقديم تجربة سياحية آمنة ومريحة وممتعة للجميع.