
أصدرت ويجو (Wego) ، التطبيق الأول للسفر وسوق السفر الإلكتروني الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، اليوم تقريرها الدوري لوجهات السفر الأبرز لدى المسافرين في الشرق الأوسط، وذلك للأشهر الأربعة الأولى من عام 2025. ويستند التصنيف النسبي لهذه الوجهات على تحليل البيانات المتعلقة برحلات الطيران ومعدلات إشغال الفنادق لمستخدمي ويجو الذين يقومون بحجز عشرات الملايين من الرحلات كل ثلاثة أشهر.
أحدث الوجهات العالمية
حافظت كل من مصر والمملكة العربية السعودية على صدارة التصنيف كما جرت العادة على مدار العقد الماضي. وتبرز الهند ضمن الوجهات الثلاثة الأولى في التقرير، لا سيما بعد أن أصبحت مؤخراً الدولة الأكبر في العالم من حيث عدد السكان، علماً بأن أكبر عدد من الهنود الذين يعيشون خارج الهند يقيمون في الشرق الأوسط، لذا فمن الطبيعي أن تكون الهند هي الدولة الأولى في القائمة من خارج المنطقة. وتشمل التطورات الأخيرة التي تعزز من مكانة الهند القوية إطلاق شركة إنديغو، أكبر شركة طيران في الهند، ثلاث رحلات جديدة إلى أبو ظبي؛ وإطلاق شركة طيران أكاسا، التي تتخذ من مومباي مقراً لها، رحلتين إلى العاصمة الإماراتية؛ وإعلان الملكية الأردنية عن خطط عامة لبدء تسيير رحلات إلى دلهي ومومباي.
وقال مأمون حميدان، الرئيس التنفيذي للأعمال ويجو: “لطالما احتلت مصر والمملكة العربية السعودية مراكز رائدة على منصتنا مما يعكس الإقبال القوي على السفر الدولي والمحلي فيهما، وما تتمتعان به من بنية تحتية سياحية قوية وطلب مستمر على مدار العام. وبقي هذا الاتجاه التصاعدي ثابتاً لأكثر من عشر سنوات، مدعوماً بتزايد الترابط وتطور تفضيلات المسافرين. وتؤكد الهند، التي تحتل المركز الثالث، على تأثير جالياتها الكبيرة والمتنامية، خاصة في الشرق الأوسط”.
واستمراراً للاتجاه الذي أشرنا إليه في تقريرنا العام الماضي، تواصل باكستان تحقيق المزيد من المكاسب بفضل نجاح حملة “سلام باكستان”، واستقرار المناخ الاقتصادي، وانتشار منصات الحجز عبر الإنترنت على مستوى الدولة.
وبالإضافة إلى الطلب المتزايد، كانت هناك زيادة في المعروض من رحلات الطيران وشركات الطيران على حد سواء، ففي الربع الأول وحده، بدأت كل من طيران ناس وطيران أديل وطيران آسيا إكس رحلاتها المباشرة إلى كراتشي. ومن جانبها، استهلت شركة فلاي جناح ومقرها كراتشي رحلاتها الدولية في عام 2024.
ويُعد تقدم سوريا في التصنيف بواقع 30 مركزاً إلى المركز العاشر من أبرز التحركات التي شهدها القطاع على مستوى الدول. واستأنفت سوريا رحلاتها الدولية من دمشق في يناير، ومن حلب في مارس، مع إعلان الخطوط الجوية القطرية عن إشغال مقاعد رحلاتها بين الدوحة ودمشق بنسبة 90%. بينما عادت الرحلات الجوية المباشرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر أبريل أيضاً. وفي ضوء هذه التطورات، نتوقع أن تستمر سوريا في التقدم ضمن التصنيف داخل المراكز العشرة الأولى في الربع الثاني وما تبقى من عام 2025.
قررنا إضافة قسم يركز على الولايات المتحدة وحدها، لا سيما في ظل ما شهدته مؤخراً من تطورات بشأن الحدود والتجارة.
تُظهر البيانات التاريخية بأنّ الولايات المتحدة (إلى جانب المملكة المتحدة) تمثّل الوجهة المفضلة للمسافرين من الشرق الأوسط من بين الوجهات الأخرى فيما يُعرف بالعالم الغربي.
وينطبق ذلك على السنوات التي سبقت الجائحة، وكذلك في عام 2022 ومعظم عام 2023.
بينما شهدنا انخفاضاً ملموساً في الإقبال على السفر إليها في ظل الأوضاع الحالية، حيث لم تعد المستويات إلى ما كانت عليه قبل أكتوبر 2023.
شهدنا منذ أواخر عام 2024 المزيد من الانخفاض في الاهتمام بالسفر إلى الولايات المتحدة بسبب تشديد سياسات التأشيرات ودخول الحدود. ويوضح الرسم البياني أدناه التغيرات الحاصلة في معدلات الاهتمام بالبحث عن السفر إلى الولايات المتحدة على مدى أربعة أسابيع مقارنة بالعام السابق. فبعد بلوغها الذروة عند +32% في أوائل نوفمبر، شهدنا تراجعاً مستمراً في النمو على أساس سنوي، مع تحول القيم إلى الجانب السلبي منذ منتصف فبراير. كما كانت آخر قراءة أسبوعية متاحة هي الأدنى من نوعها أيضاً، مع انخفاض بنسبة 9% على أساس سنوي في الاهتمام بالبحث.
ويُظهر لنا المزيد من التعمق في حركة البحث حسب الوجهات من المدن أن لوس أنجلوس شهدت أول وأكبر انخفاض بسبب حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا في يناير. وانخفض الاهتمام بالبحث عن لوس أنجلوس إلى أدنى مستوياته عند 26% مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024. وبينما لا تزال النسبة أدنى في لوس أنجلوس قياساً بالمدن الأمريكية الأخرى، إلا أنها استطاعت تقليص الفجوة منذ ذلك الحين مقتربة من مستويات المدن الرئيسية الأخرى في الولايات المتحدة. وتتمثل الحالة الاستثنائية أيضاً في مدينة ميامي بولاية فلوريدا، والتي أظهرت مقاومة أكبر للانخفاض العام في الاهتمام بالسفر، لتبقى المدينة الأمريكية الرئيسية الوحيدة التي شهدت تغيراً إيجابياً على أساس سنوي وحققت ارتفاعاً قوياً في الاهتمام في ديسمبر ويناير.
حافظت المملكة المتحدة على مكانتها كوجهة أوروبية رائدة للمسافرين من الشرق الأوسط، متصدرة بذلك المرتبة الأولى على مدى 10 سنوات من السنوات الـ 11 الماضية، لتتخلى عن مركزها خلال الجائحة فقط. وفي حين لا يزال التفوق البريطاني على الوجهات الأوروبية الأخرى قائماً، إلا أن المملكة المتحدة خسرت ستة مراكز مجتمعة في الترتيب العام مقارنة بعام 2023. وتُعد الرسوم المفروضة على المسافرين جواً، والتي طبقت اعتباراً من عام 2024، من بين العوامل المحتملة التي ساهمت في ذلك، والتي أدت فعلياً إلى رفع تكلفة الرحلة الاقتصادية من المملكة المتحدة إلى الشرق الأوسط بمقدار 87 جنيه إسترليني أو ما يعادل 115 دولار أمريكي تقريباً. وحمّلت شركات الطيران هذه التكلفة على المستهلكين إلى حد كبير، مما زاد من تكلفة السفر بين المملكة المتحدة والشرق الأوسط إلى حد ما.
ونلحظ في عام 2025 من جديد استمرار صعود إيطاليا في التصنيف الأوروبي، متجاوزة أذربيجان لتحل في المركز الثاني. وتُعزى بعض هذه التغيرات إلى عوامل موسمية، علماً أن إيطاليا تفوقت على أذربيجان في الربعين الأول والأخير من العام الماضي، بينما تفوقت أذربيجان خلال الصيف. وسيكون من المثير للاهتمام أيضاً معرفة ما إذا كانت الديناميكية نفسها ستتكرر خلال العام الجاري.
ومن الناحية الأخرى خسرت مجموعة من دول أوروبا الشرقية في عام 2025 مراكزها لصالح دول أوروبا الغربية القوية. وإلى جانب تراجع أذربيجان مركزاً لصالح إيطاليا، تراجعت جورجيا مركزين لصالح ألمانيا وفرنسا، بينما خسرت البوسنة والهرسك مكانها في المراكز العشرة الأولى في أوروبا بسبب دخول هولندا ضمن هذه القائمة.
شهدنا هذا العام تبادل المراكز بين الفلبين وإندونيسيا مرة أخرى، مع احتفاظ دول آسيا والمحيط الهادئ الأخرى بتصنيفها ضمن أفضل 10 دول في المنطقة. ويمثّل عام 2025 العام الرابع على التوالي الذي تحتل فيه تايلاند المركز الأول مع زيادة ملحوظة من السياح القادمين من المملكة العربية السعودية. ويعزى ذلك جزئياً إلى سياسات التأشيرات المبسطة التي تسمح للسائحين بالإقامة لمدة تصل إلى 60 يوماً وإجراءات دخول أسرع وأكثر سلاسة.
وأما على الصعيد الحكومي، فقد نجحت هيئة السياحة التايلاندية في الترويج للدولة في المحافل الرئيسية في هذا المجال مثل سوق السفر السعودي، في حين أطلقت الخطوط الجوية السعودية رحلات مباشرة من جدة والرياض إلى بوكيت.
يظهر لنا عند النظر إلى قائمة أفضل 10 وجهات عالمية على مدار الـ 11 عاماً الماضية استمراراً لاتجاه عام تتفوق فيه الوجهات الإقليمية الأقرب على الوجهات الأبعد، ليس فقط بفضل القرب الجغرافي، ولكن أيضاً بفضل تحسين الربط وتسهيل سياسات التأشيرات وتبسيط عمليات دخول الحدود. وفي الوقت نفسه، اتجهت بعض الدول الغربية نحو فرض إرشادات وقيود ورسوم إضافية، ما أدى إلى تعقيد السفر وزيادة تكاليفه.