أخبار متنوعةخبراء و آراء

“السياحة الفضائية” قد تدمر فرص اكتشاف أسرار الكون

حذر عالم الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد، مارتن إلفيس، من أن طموحات استكشاف تاريخ الكون قد تتلاشى بسبب الأنشطة غير المنظمة لسياح الفضاء الأثرياء والشركات الخاصة الساعية للربح.

وأوضح العالم أن بعض المواقع الفريدة على الجانب البعيد من القمر توفر فرصا علمية غير مسبوقة، إلا أن غياب القوانين الدولية لحمايتها قد يعرضها للدمار، ما يهدد مستقبل البحث العلمي.

وأكد إلفيس، خلال حديثه في مؤتمر الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم في بوسطن، أن القمر يحتوي على مواقع محدودة ذات قيمة علمية استثنائية، مثل:

– الجانب البعيد من القمر: المنطقة الأكثر هدوءا من حيث الموجات الراديوية، ما يجعله موقعا مثاليا لإنشاء تلسكوبات راديوية لدراسة “العصور المظلمة” الكونية، وهي فترة مبكرة في تاريخ الكون كانت فيها مصادر الضوء محجوبة.

– “حفر الظلام الأبدي”: مناطق لا يصلها ضوء الشمس مطلقا، ما يجعلها مثالية لدراسات الأشعة تحت الحمراء البعيدة التي قد تكشف عن تفاصيل كونية غير معروفة.

وأشار إلى أن زيادة عدد البعثات البشرية والتجارية إلى القمر قد تتسبب في تدهور هذه البيئات، ما يعيق الأبحاث العلمية المستقبلية.

ولفت إلفيس إلى أن السياحة الفضائية قد تكون من أخطر التهديدات، حيث يسعى بعض الأثرياء لقضاء وقت على سطح القمر، وهو ما قد يؤثر سلبا على المواقع العلمية المهمة. كما حذر من طموحات الشركات في استغلال الموارد القمرية، مثل: تعدين المياه لاستخدامها في دعم الرحلات الفضائية المستقبلية، واستخراج “الهيليوم-3” المعروف بأنه عنصر نادر يُعتقد أن القمر يحتوي على كميات كبيرة منه، ويستخدم في بعض تطبيقات الحوسبة الكمومية.

وقال مارتن: “من يقرر ما إذا كان الموقع سيُخصص للبحث العلمي أم سيتم استغلاله تجاريا؟ وما الذي يمنع الدول أو الشركات من الاستيلاء على هذه المواقع؟”.

وبصفته الرئيس المشارك لمجموعة عمل في الاتحاد الفلكي الدولي، يسعى إلفيس إلى إقناع الحكومات بضرورة وضع تشريعات تحمي المواقع العلمية على القمر قبل أن تصبح غير صالحة للأبحاث.

وأوضح أن الوضع الحالي يشجع على “سباق غير منظم نحو القمر، حيث يسعى الجميع لتحقيق مصالحهم دون مراعاة العلم”.

وحذّر إلفيس من أن العالم لديه عقد واحد فقط لوضع اتفاقيات دولية تحمي القمر من الاستغلال العشوائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى