كشفت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان، عن إعلان نشره موقع متحف المتروبوليتان بنيويورك حول معرض بعنوان «الطيران إلى مصر: الفنانين السود ومصر القديمة، 1876-الآن»؛ يستعرض المعرض التأثير الممتد لمصر القديمة على الفن والثقافة السوداء عبر 150 عامًا، ويضم ما يقرب من 200 عمل فني يعكس استلهام مصر القديمة كمنبع للإلهام والهوية.
يشير المعرض إلى كيف استعان الفنانون والعلماء السود بالرموز المصرية القديمة لصياغة هوية توحيدية، مع تسليط الضوء على مساهماتهم في دراسة الحضارة المصرية، إلى جانب تفاعل الفنانين المصريين المعاصرين مع هذه الرموز. ويستمر العرض حتى 17 فبراير 2025.
صرّح الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، بأن الإعلان تضمن كلمات مثيرة للجدل مثل “هارلم” و”هوية”، التي تُعد مفتاح فهم القضية.
أوضح ريحان أن هارلم تشير إلى نهضة ثقافية امتدت خلال عشرينيات القرن العشرين، عُرفت باسم “الحركة الزنجية”، والتي كانت نقطة تحول في تاريخ الثقافة السوداء. ساعدت هذه الحركة الفنانين والكتاب من أصل أفريقي على تمثيل ثقافتهم وتعزيز مكانتهم في الثقافة الغربية.
هوية زنجية وسياق تاريخي
بيّن الدكتور ريحان أن هارلم تاريخيًا كانت مركزًا للثقافة الأمريكية الأفريقية، وشهدت عصر نهضة فني عُرف باسم “الزنجي الجديد”، حيث احتفى المشاركون بتراثهم الأفريقي، ورفضوا الصور النمطية المهينة. وأشار إلى أن استخدام هذه الرموز في الإعلان يؤكد محاولة القائمين على المعرض البحث عن هوية زنجية ترتكز على الحضارة المصرية القديمة، واعتبارها جزءًا من هذه الهوية، وهو ما يتضح في العبارة الواردة في الإعلان حول “توظيف العلماء السود للصور المصرية القديمة”.
الأفروسنتريك: أيديولوجيا جدلية
وأوضح الدكتور ريحان أن حركة الأفروسنتريك، التي بدأت منذ عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، تُروج لفكرة أن الحضارات المصرية والمغربية والقرطاجية ذات أصول أفريقية. يدّعي أتباع هذه الحركة أن المصريين الحاليين لا صلة لهم بالمصريين القدماء، وأن المصري القديم كان ذو بشرة سوداء أفريقية. كما زعموا أن علماء المصريات يزورون التاريخ بتغيير ألوان المقابر وكسر أنوف التماثيل لإخفاء الملامح الأفريقية، وهي مزاعم تم الرد عليها علميًا.
دعوة لمواجهة الإساءة
طالب الدكتور ريحان وزارة السياحة والآثار بالتدخل ومخاطبة متحف المتروبوليتان لوقف هذا المعرض، نظرًا لما يمثله من إساءة للحضارة المصرية. كما أكد أن الحضارة المصرية علامة تجارية دولية محمية بحقوق الملكية الفكرية، ولا يجوز استغلالها دون موافقة الحكومة المصرية. وفي حالة رفض المتحف، دعا إلى إنهاء أي تعاون معه في مجالات الآثار والثقافة ومنع إقامة معارض للآثار المصرية فيه.