بحسب أحدث تقرير صادر عن محرك البحث العالمي للسفر «سكاي سكانر»، فإن سبعة من كل عشرة، أو 71%، من سكان الإمارات العربية المتحدة سيسافرون العام المقبل.
ورغم أن السفر هذا العام يبدو أكثر ميلاً إلى الاستكشاف الثقافي، فقد أشار موقع”سكاي سكانر” Skyscanner إلى أن “عام 2025 سوف يميل أكثر نحو التجارب الجماعية، وخلق الذكريات، وتكوين صداقات”.
وقال “أمانبريت سينغ”، الرئيس التجاري والاستراتيجي العالمي في ترافيل وينجز: “إن سكان الإمارات العربية المتحدة على استعداد للاستثمار في العطلات على الرغم من التوترات الجيوسياسية المتزايدة بسبب الرغبة القوية في الاسترخاء والهروب من ضغوط الحياة اليومية. وقد جمع الكثيرون مدخراتهم بعد الوباء، مما يعزز استعدادهم المالي للسفر، في حين تكيف قطاع السياحة لتوفير الطمأنينة من خلال تدابير السلامة”.
وأضاف أن التركيز على التجارب الفريدة والاتصالات مع العائلة والأصدقاء يدفع الأفراد إلى إعطاء الأولوية للسفر الهادف، الأمر الذي غالبا ما يطغى على المخاوف بشأن عدم الاستقرار العالمي.
وأكد سينغ أن “سكان الإمارات العربية المتحدة يستثمرون بشكل متزايد في تجارب العطلات المتنوعة، ويستعرضون اتجاهات مثل السفر الحنين إلى الماضي، وإعادة زيارة وجهات أحلام الطفولة. كما تشهد سياحة النوم، ومنتجعات العافية والاسترخاء ارتفاعًا أيضًا”.
كم ينفق المقيمون؟
وقالت ديبيكا أنوش، 37 عاماً، المقيمة في دبي، لصحيفة خليج تايمز : “بقدر ما قد يكون الادخار للمستقبل مهماً، فإننا نشعر أيضًا أن توفير القليل من المال للسفر أمر بالغ الأهمية لأن هذا شيء يحافظ على صحتنا العقلية سليمة. لذا، فإن إنفاق 5000 إلى 10000 درهم في رحلة لا يجعلني أشعر بالذنب. هذا هو وقتنا كعائلة ولن أستبدل هذا بأي شيء آخر”.
“أنا وزوجي نعيش حياة مزدحمة ونادراً ما نحظى بوقت فراغ. وبسبب انشغالنا بأنشطة أطفالي وعملنا ومنزلنا، لا نحظى بوقت فراغ كعائلة. لذا، عندما نذهب في إجازة، نختار غالبًا وجهات للاسترخاء. سنسافر إلى زنجبار في مارس 2025”.
وقالت أنوش إن الناس يعملون في وظائف ذات رواتب عالية، لذا فهم على استعداد لدفع مبالغ طائلة مقابل السفر الفاخر. وأضاف: “ومع ذلك، فإننا نميل أيضًا إلى التخطيط مبكرًا، حتى نتمكن من الحصول على أفضل الصفقات وتوفير المال في تكاليف السفر بالطائرة والإقامة”.
وفي تعليقه على سلوك الإنفاق، قال أكرم عادل، المدير العام لشركة الطاير للسفر، إن سلوك الإنفاق على السفر في دولة الإمارات يعكس الاستقرار الاقتصادي القوي في الدولة.
وأضاف أن “مستويات الدخل المرتفعة في البلاد وتنوع خيارات السفر هي أيضا من العوامل الرئيسية التي تساهم في الحفاظ على ثقافة السفر المستقرة”.
وأشار سينغ من Travelwings أيضاً إلى أن المقيمين على استعداد لإنفاق ما بين 2500 إلى 5000 درهم إماراتي للشخص الواحد في العطلات. “غالباً ما يبحث المسافرون الأصغر سنًا، الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و27 عامًا، عن باقات بأسعار معقولة تتضمن تجارب ثقافية وأنشطة مغامرات. ونرى حاليًا اتجاهًا حيث يتراوح إنفاق المسافر الواحد عادةً بين 2500 إلى 3500 درهم إماراتي.”
وأوضح سينغ أن “التجارب الفاخرة تكلف أكثر، حيث يخصص المسافرون ما يصل إلى 18 ألف درهم إماراتي للشخص الواحد لقضاء عطلة لمدة أسبوع، بما في ذلك الإقامة الفاخرة والأنشطة”.
كما أشار موقع Skyscanner إلى أن اعتبارات الميزانية تظل عاملاً حاسماً بالنسبة للمسافرين من دولة الإمارات العربية المتحدة. ومع ذلك، أدى التحول الجذري في أسعار تذاكر الطيران إلى جعل بعض الوجهات أكثر سهولة في الوصول إليها. ووفقًا للتقرير المنشور في أكتوبر 2024، كان هناك انخفاض بنسبة 20-30 في المائة في أسعار تذاكر الطيران إلى أماكن مثل بودابست وتركيا والصين واليابان وباكو.
كما أن هناك تفضيلاً متزايداً للوجهات الطويلة مثل اليابان والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية. كما يختار المسافرون أيضاً أماكن الإقامة الفاخرة والعلامات التجارية الراقية والرحلات البحرية والمعالم السياحية الحصرية كجزء من تجربة سفرهم.
