خبراء و آراء

بعد بدء رحلتها الأولى.. أكبر سفينة سياحية في العالم تثير مخاوف بيئة كبيرة

حذر تقرير جديد من تضاعف حجم سفن الرحلات البحرية خلال العقدين الماضيين، وهي سابقة قد تؤدي إلى ظهور سفن أكبر حجمًا في المستقبل، يمكن أن تجلب معها مشاكل محتملة.

ويبلغ حجم أكبر سفن الركاب اليوم ضعف ما كانت عليه في العام 2000، وفقًا لدراسة أجرتها مجموعة النقل والبيئة الأوروبية (T&E)

ويُشير التقرير إلى أنّ السفن السياحيّة التي ستُبحر في العام 2050، قد تكون أكبر بنحو 8 أضعاف من سفينة “تيتانيك” في حال استمّر معدل النمو على حاله.

وأفادت إينيسا أوليتشينا، مسؤولة الشحن المستدام في مجموعة (T&E)، في بيان: “تبدو سفينة تاتانيك مقارنة بالسفن السياحية الضخمة اليوم، أشبه بقارب صيد صغير”.

وأضافت: “تمثّل الرحلات البحرية قطاع السياحة الأسرع نمواً، وانبعاثاته تخرج عن السيطرة بسرعة”.

وأشارت الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية (CLIA)، وهي أكبر رابطة تجارية لصناعة الرحلات البحرية، في بيان، إلى أنّ “ادعاءات متعددة في التقرير تتعارض مع البيانات التي تمّ التحقّق منها”.

وأضافت الرابطة: “تُظهر قاعدة بيانات الاتحاد الأوروربي (MRV) أنّ خطوط الرحلات البحرية قد خفّضت الانبعاثات بنسبة 16% كمعدّل وسطي لكلّ سفينة، على مدى الـ5 سنوات الماضية”.

وزاد عدد سفن الرحلات البحرية بمقدار 20 ضعفًا، أي من 21 سفينة في العام 1970، إلى 515 سفينة اليوم، وفقًا لـ(T&E).

وعند إطلاقها في العام 1999، كانت سفينة “Voyager of the Seas” التابعة لشركة “Royal Caribbean”، التي يبلغ إجمالي حمولتها 137,276 طنًا، أكبر سفينة سياحية في العالم.

وأصبحت سفينة “Icon of the Seas”، التي يبلغ طولها 350 مترًا، وتحتوي على 7 حمامات سباحة، وحديقة مائية قياسية تبلغ مساحتها 5118 مترًا مربعًا، أكبر سفينة سياحية في العالم، بإجمالي حمولة 248,663 طنًا، عند إطلاقها في شهر يناير/ كانون الثاني 2024.

لكنّ السرعة التي ازدهرت بها صناعة الرحلات البحرية في السنوات الأخيرة كان لها ثمن، بحسب قول (T&E) في تقريرها.

يشير التقرير إلى أنّ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من السفن السياحية في أوروبا كانت أعلى بنحو 20% في عام 2022، مقارنة بعام 2019.

ويُعتقد أنّ السفن السياحية وغيرها من السفن البحرية، مسؤولة عن حوالي 3% من انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في العالم سنويًا، وفقًا للمنظمة البحرية الدولية.

وفي حين أنّ سفن الرحلات البحرية معفاة من رسوم الوقود، ومن معظم الضرائب المفروضة على الشركات والمستهلكين راهنًا، يشير التقرير إلى أنّ فرض ضريبة محتملة بقيمة 50 يورو، أي حوالي 54 دولارًا، على “تذكرة رحلة بحرية نموذجية”، يمكن أن يجلب عائدات قدرها 1.6 مليار يورو، أي حوالي 1.75 مليار دولار، على مستوى العالم.

وأضافت “CLIA” في بيانها، أنّ “60٪ من جميع سفن الرحلات البحرية التي تبحر اليوم، ويُتوقع أن تكون في الخدمة حتى العقد المقبل، هي سفن صغيرة إلى متوسطة الحجم.. وتُعدّ جزءًا من أسطول عالمي يتميّز بكفاءة استخدام الطاقة أكثر من أي وقت مضى”.

وبدورها، ألزمت “CLIA” أعضاءها بالوصول إلى صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول عام 2050.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى