أخبار متنوعة

الإمارات تنافس السعودية في تنشيط حركة السفر الجوي مع الصين

تتجه الإمارات التي تملك إحدى أقوى شركات الطيران لمنافسة السعودية في تنشيط حركة السفر وتعزيز السياحة مع الصين من خلال توسيع شبكة الرحلات، بما يتيح الاستفادة بشكل أكبر من تعافي حركة النقل الجوي والانفتاح أكثر على أحد أكبر الأسواق في العالم.

تتطلع كل من الإمارات والصين إلى زيادة حقوق الحركة الجوية الثنائية في أعقاب سنوات من ركود نمو السفر وخاصة خلال الأزمة الصحية، وهي خطوة من شأنها تعزيز التجارة والسياحة بين البلدين.

وكشفت مصادر مطلعة لوكالة بلومبيرغ هذا الأسبوع أنه من المقرر أن يجتمع مسؤولون من الجانبين في العاصمة بكين في الأسابيع المقبلة لمناقشة منح شركات الطيران زيادات في مخصصات الرحلات الجوية بين البلدين.

وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها لأن المناقشات خاصة، إن البلدين “يريدان المزيد من الرحلات، بعد استنفاد المخصصات حاليا بمعدل 56 رحلة لكل دولة أسبوعيا”.

وأكد أحد المصادر في تصريحات ، أنه لم يتم تحديد زيادة محددة، والنتيجة الدقيقة للمحادثات ليست مؤكدة. ولم تعلق إدارة الطيران المدني الصينية على المحادثات المستقبلية، وهو الأمر ذاته بالنسبة إلى الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات.
لكن الهيئة الإماراتية قالت إن “هناك 100 رحلة أسبوعية بين البلدين وعلاقة ثنائية طويلة الأمد، وشراكة اقتصادية شاملة، يعززها تعاون وتنسيق واسع النطاق في جميع القطاعات، بما في ذلك النقل الجوي”.

ويتوقع المتابعون أن يكون تعزيز الحركة الجوية بين الصين والإمارات مفيدا لمنطقة الشرق الأوسط عموما، حيث تشهد دول مثل السعودية زيادة في عدد الزوار والاستثمارات الصينية.

وتريد الرياض إثبات أنها قادرة على إزالة كافة العراقيل أمام تحقيق أهدافها في صناعة السياحة الناشئة من خلال توجيه أنظارها إلى الصين باعتبارها أكبر سوق في العالم وكون سكانها من أكثر الزوار إنفاقا على السفر والضيافة.

وزادت السعودية مؤخرا من طموحاتها عندما رفعت مستهدف استقطاب الصينيين سنويا إلى 5 ملايين من 3 ملايين بحلول 2030، تم تحديدها في سبتمبر الماضي، في سياق خطة أوسع لزيادة عدد الزيارات الدولية إلى البلاد.

ويمثل المستهدف الجديد قفزة في توقعات البلد، خاصة أن عدد السياح الصينيين لم يتجاوز 100 ألف العام الماضي، حسبما كشفت كبيرة المستشارين في وزارة السياحة السعودية غلوريا غيفارا في مقابلة أخرى مع شبكة الإعلام الصينية كايكسن المختصة بشؤون الأعمال.

شركة طيران الإمارات ستكون أكبر مستفيد من تعزيز الحركة الجوية

وستكون شركة طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي، والتي تشغل بالفعل 35 رحلة أسبوعيا بحد أقصى إلى الصين، واحدة من أكبر المستفيدين، إلى جانب شركة خطوط جنوب الصين الجوية، التي تشغل حاليا 20 رحلة أسبوعية إلى الإمارات.

ومطلع مايو الماضي أبرمت الشركة على هامش معرض سوق السفر العربي لهذا العام، والذي احتضنته دبي مذكرة تفاهم مع المركز الثقافي الصيني في الإمارات لتطوير حركة السياحة الوافدة إلى الصين من شبكة وجهات طيران الإمارات العالمية.

وتسيّر الشركة العملاقة رحلاتها إلى بكين وغوانتشو وشنغهاي، وتوفر إمكانية رحلات ربط إلى 24 نقطة محلية عبر مطارات هذه المدن الثلاث، بالإضافة إلى 6 نقاط إقليمية عبر غوانتشو من خلال شراكتها مع تشاينا ساذرن أيرلاينز.

وإلى جانب ذلك، توفر الشركة الإماراتية ربطا جويا معززا داخل الصين بموجب اتفاقيات الإنترلاين مع أير تشاينا وتشاينا إيسترن وكاثي باسيفيك.

وتظهر أرقام دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي أن الإمارة استقبلت 620 ألف زائر من الصين في 2023، وفي الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام بلغ العدد حدود 290 ألف زائر صيني بزيادة قدرها 101 في المئة على أساس سنوي.

وفي الإمارات عموما وصل إجمالي عدد السياح الصينيين الذين زاروا البلاد خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي لأكثر من مليون زائر. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد رحلات الطيران بين البلدين في العام ذاته تجاوزت 210 رحلات شهريا من خلال شركات الطيران الإماراتية.

وتحرص الصين أيضا على جذب المزيد من الزوار الأجانب بعد أزمة كورونا، مع تباطؤ استئناف الحركة السياحية الدولية. ولتعزيز جاذبيتها، منحت عشرات الدول إعفاءات من التأشيرة، وأزالت بعض الإجراءات البيروقراطية المتعلقة بطلبات التأشيرة.

وأعلنت إدارة الهجرة الصينية زيادة كبيرة في أعداد الوافدين إلى البلاد خلال النصف الأول من العام الجاري.
100 رحلة أسبوعيا بين البلدين وفق ما أكدته الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات

ونقلت صحيفة الشعب اليومية عن مسؤولين في الإدارة، قولهم إن “عدد الأجانب الذين دخلوا الصين عبر مختلف المنافذ بلغ 14.63 مليون شخص، بزيادة قدرها 152.7 في المئة على أساس سنوي”. وكانت الإمارات من أوائل الأماكن التي استعادت فيها شركات الطيران الصينية قدرتها الاستيعابية الخارجية بعد الوباء.

ومن بين شركات الطيران السبع التي تسافر بين الصين والإمارات، فإن الاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي هي الشركة الوحيدة التي لا تستخدم مخصصاتها الكاملة، حيث تشغل عشرة رحلات أسبوعيا من أصل 21 رحلة محتملة.

وبالإضافة إلى تعزيز التجارة بين البلدين، فإن رفع سقف الرحلات من شأنه أن يسمح بمواصلة خطط العمل السابقة. وعلى سبيل المثال، أعلنت شركة تشاينا إيسترن أيرلاينز والاتحاد للطيران في يونيو الماضي عن خطط لتوسيع المسارات بين البلدين.

لكن شركة الطيران الصينية التي تتخذ من مدينة شنغهاي مقرا تحتاج إلى بدء رحلاتها أولا إلى العاصمة أبوظبي، حيث لا توجد حاليا أيّ حقوق ثنائية إضافية.

وتظهر بيانات الحجز المسبق للمقاعد من شركة سيريوم البريطانية لتحليلات سوق الطيران أنه بالنسبة إلى الصين، باستثناء الرحلات الجوية المحلية والإقليمية الآسيوية، من المتوقع أن تكون دبي الطريق الدولي الأكثر ازدحاما من حيث الحجم هذا الشهر.

وفي خضم ذلك، تعمل السعودية على تحفيز شركات الطيران لإطلاق رحلات مباشرة إلى سوقها، في إطار تطلعها إلى تعزيز السياحة القادمة من الصين.

وتأكيدا على ترجمة هذه التطلعات إلى واقع ملموس بدأت شركات جنوب الصين وتشاينا إيسترن وإير تشاينا المحدودة رحلات منتظمة إلى السعودية في وقت سابق من هذا العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى