أخبار الطيرانأخبار متنوعة

“الخطوط الجوية الأردنية” تتجه نحو الطيران الأخضر لمواجهة آثار تغير المناخ

في أكتوبر/تشرين الأول 2022، تعهد قطاع الطيران خلال الجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) بالعمل على بلوغ صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

وفي أواخر العام الماضي، توصلت المنظمة التابعة للأمم المتحدة لاتفاق مع أكثر من 100 دولة منها الأردن حول هدف مؤقت يقضي بخفض الانبعاثات الناجمة عن حركة الطيران العالمية بواقع 5% بحلول 2030 من خلال استخدام وقود مستدام أقل تلويثا.

ومن أجل الامتثال لاتفاق خفض الانبعاثات الكربونية، قالت الخطوط الملكية الأردنية الشهر الماضي إنها “تواصل جهودها لدمج الاستدامة البيئية في خططها واستراتيجيتها من خلال عملية تحديث لكامل الأسطول”، بهدف تحسين كفاءة استهلاك الوقود وتقليل الضوضاء والنفايات.

وقالت مديرة الاتصال والإعلام في الخطوط الأردنية رزان جبرات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن الخطة تستهدف إما استبدال الطائرات الحالية بطائرات تعمل بالوقود الحيوي، أو تحديث الأسطول الحالي عبر استبدال محركاته بمحركات صديقة للبيئة تنتج غازات أقل، مشيرة إلى أن الشركة تعمل أيضا على زيادة حجم أسطولها خلال السنوات القليلة المقبلة إلى 40 طائرة.

ويضم الأسطول الحالي للخطوط الأردنية، التي تأسست في 1963، نحو 32 طائرة من شركات بوينغ وإيرباص وإمبراير لخدمة شبكة مكونة من حوالي 60 وجهة في أربع قارات.

وأضافت مديرة الاتصال في الخطوط الأردنية “اختيار الطائرات الجديدة يعتمد بشكل رئيسي على كمية الوقود التي تستهلكها محركاتها ومعدات الدعم الأرضي، إلى جانب قلة انبعاث الكربون منها وانخفاض مستوى الضوضاء”.

وتطمح الخطوط الأردنية إلى استبدال أسطول طائراتها الحالي بطائرات صديقة للبيئة ذات محركات تقلل من مستوى الضوضاء، بحسب رزان. لكن لم يتم الكشف بعد عن جدول زمني لخطة تحديث أسطول الخطوط الأردنية.

ويمكن لوقود الطيران المستدام أن يساهم في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بما يصل إلى 80% مقارنة بالوقود العادي، وهو مصنوع بالكامل من نفايات مستدامة مثل زيت الطهي والدهون الحيوانية.

وحدد الخبير في أمن الطيران المدني جلال السريحان مجموعة من الإجراءات التي يمكن من خلالها التوجه بخطوات ثابتة نحو الطيران الأخضر، ومنها صناعة طائرات تعتمد محركاتها على كميات وقود أقل “وهذا ما تعمل عليه شركات طيران كبرى منذ عدة سنوات”.

والأمر الآخر، بحسب السريحان، يتمثل في تطوير محركات الطائرات المستخدمة حاليا “بحيث تكون هذه المحركات قادرة على العمل بعدة أنواع من الوقود ومن ضمنها الوقود الأكثر استدامة”، لكونه يعطى جزيئات أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالوقود الأحفوري.

السياسة الوطنية للتغير المناخي

بالتزامن مع تحركات قطاع الطيران، أقر الأردن قبل عامين “السياسة الوطنية للتغير المناخي للأعوام 2022-2050″، والتي تهدف إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في جميع قطاعات الاقتصاد ومنها الطيران، بالإضافة إلى تجنب الآثار السلبية لتغير المناخ على الموارد الطبيعية الرئيسية، بما في ذلك الزراعة والمياه والقطاعات الأخرى الهشة.

وقال مدير مركز الأرض والإنسان لدعم التنمية زيد العلاونة إن الأردن كان من بين الدول الأكثر تأثرا بالتغير المناخي خلال العقد الأخير، مشيرا إلى تراجع سقوط الأمطار وارتفاع درجات الحرارة “غير المعهود” وتفاقم أزمة المياه.

وأبلغ العلاونة وكالة أنباء العالم العربي “الأردن من بين الدول التي فرض عليها التأثر من التغير المناخي ولم تكن سببا فيه، خاصة وأن الانبعاثات الكربونية، أو الغازات الدفيئة الصادرة عن المملكة تكاد لا ترى بالمقارنة مع الدول المتسببة في ظواهر التغير المناخي والاحتباس الحراري”، في إشارة إلى الولايات المتحدة والصين وغيرها من الدول الصناعية الكبرى.

وأضاف “حتى ما يخص الانبعاثات الصادرة عن الطيران فهي ضئيلة جدا إذا ما تمت مقارنة حركة الطيران التجاري في سماء الأردن بالدول التي تستقبل مئات الآلاف من الطائرات في أجوائها ومطاراتها المتعددة والكبيرة”.

وأشار العلاونة إلى أن الأرقام العالمية الخاصة بتأثير قطاع الطيران على المناخ تبقى متواضعة مقارنة بما تنتجه منظومة النقل البري “فهو يصدر نحو 12% من الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي، وهذه النسب آخذة في الارتفاع بشكل سنوي مع زيادة عدد السكان في العالم”.

ويرى العلاونة أن الخطر الحقيقي الذي يتسبب فيه النقل الجوي ليس في حرق الوقود، بل في تغير تركيز العديد من الغازات في الغلاف الجوي، وبالتالي التأثير سلبا على مستويات طبقة الأوزون على المدى القصير والطويل.

وتابع قائلا “يقلل (حرق وقود الطائرات) الميثان وينتج بخار الماء والسخام والهباء الجوي الكبريتي مما يؤدي إلى الاحترار.

“عندما تنفث الطائرات جزيئات وغازات مثل ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء والهيدروكربون وأول أكسيد الكربون والرصاص والكربون الأسود، تتفاعل هذه الانبعاثات مع نفسها ومع الغلاف الجوي وتؤثر فيه”، مقترحا أن يزيد الأردن المساحات الخضراء على الأرض في محيط المطارات المدنية والعسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى