خبراء و آراء

البطوطى..التعليم السياحي ضرورة في الوقت الحالي

كتب الدكتور سعيد البطوطى أستاذ الاقتصاد الدولي الكلي واقتصاديات السياحة – بجامعة فرانكفورت

ممثل ألمانيا بالمجموعة الاستشارية للمفوضية الأوروبية، وبلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا عبر صفحتة على “الفيسبوك” حول حتمية التعليم السياحى في الوقت الحالي حيث قال :

“السياحة عبارة عن مجموعة من الأنشطة التي تعتمد في الأساس على العنصر البشري.

والمنتج السياحي في أي وجهة سياحية يتمثل في وجود عمادين أساسيين هما: مقومات الجذب السياحي، والخدمات السياحية – واللذان يكملان بعضهما البعض وأي قصور في أحدهما سوف يؤثر على الآخر في أن يؤتي النتيجة المأمولة منه أو ما يتناسب مع حجمه وتنوعه وجودته.

ومن المعروف أن الخدمات السياحية في أي وجهة سياحية تقوم على العنصر البشري والذي هو مقياس جودتها وبالتالي سمعة الوجهة السياحية وتسهيل مهمة المسوقين لها في أسواق المصدر المختلفة.

ولأهمية هذا الأمر، ينبغي على الوجهات السياحية الاستثمار في البشر من أجل جودة الخدمات السياحية وزيادة الإنتاجية.

هناك حاجة حيوية لدعم التعليم السياحي والارتقاء بالمهارات، ويجب أن نعي جيدا أنه لا يمكننا بناء سياحة أكثر استدامة وأن تتطور وتنمو الوجهات السياحية وترتقي جودة الخدمات بها بدون المواهب المناسبة والعناصر المتعلمة المدربة والمهنية.

أي أن التعليم السياحي ضرورة في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى نظرا لحدة التنافسية بين الوجهات والتغيرات التي حدثت في أمزجة وتطلعات ورغبات المستهلكين السياحيين بأسواق المصدر المختلفة وزيادة حساسيتهم تجاه عناصر الجودة والأمور الصحية والمهنية.

ولو تحدثنا عن مصر، فمصر هي منبع التعليم وأصل العلم بالمنطقة وبالعالم، وأصل التعليم السياحي ووضع أصول ومناهج له.

مصر كان بها أول معهد متخصص للسياحة، حيث وضعت ركائز التعليم السياحي المنتظم عام 1962، بإنشاء معهد للسياحة وآخر للفنادق، بجانب مركز للتدريب على أعمال الفنادق. وفي عام 1967 تم تأسيس أول مدرسة فندقية ، ثم لاحقا أنشئ معهدان هما المعهد العالي للسياحة والمعهد العالي للفنادق، واللذان كانا يمثلان البداية الحقيقية للتعليم والتدريب السياحي الأكاديمي في مصر والمنطقة بأكملها. وفى عام 1975 تم دمج المعهدان في كلية واحدة هي كلية السياحة والفنادق التابعة لجامعة حلوان والتي لا زالت موجودة بمقرها على نيل القاهرة.

وتوالى بعد ذلك إنشاء كليات ومعاهد سياحة أخرى والتي بالقطع لعبت دورا كبيرا في دفع عجلة التنمية السياحية في مصر من خلال تخريج دفعات مدربة ساهمت في العمل السياحي في مصر وفي المنطقة العربية بأكمها.

من وجهة نظري الشخصية لا بد من الاهتمام بالتعليم السياحي ووضعه تحت الرقابة المباشرة لكل من وزارتي التعليم العالي والسياحية ووضع المعايير الشفافة والواضحة المتعلقة بخطط الدراسة ومنهجية تعليم وتدريب هيئات التدريس ومعايير الجودة .. الخ.

هناك تناقضات كبيرة في التعليم السياحي في معظم “إن لم يكن جميع” الدول العربية؛ ففي الوقت الذي به كليات ومعاهد متخصصة في التعليم السياحية وبها كوادر جيدة من هيئات التدريس المؤهلة لذلك والتي لديها الخلفيات المعلوماتية والمهنية المطلوبة للقيام بتلك المهمة الخطيرة – تلاحظ أيضا في السنوات الأخيرة ظهور العديد من الكليات والمعاهد الخاصة التي لا توجد بها أي معايير تعليمية واضحة ولا كوادر تدريس تصلح للتدريس من الأساس والعملية التعليمية بها تسير بالبركة وتنعدم الرقابة تقريبا وتعمل بشكل تجاري بحت على غرار: عاوزين النتيجة تبقى حلوة علشان إقبال الطلاب، حيث الطلاب بالنسبة لهم “زباين” ليس أكثر!!!!

لا بد من تغيير هذا الواقع، ووضع معايير صارمة للتعليم السياحي ولخطط الدراسة بها وهيئات التدريس بتلك الكليات والمعاهد والتحديث المستمر لبرامجها الأكاديمية، وكيفية منح شهادات البكالوريوس والدبلوم والماجستير والدكتوراه، والتي أصبح جانب كبير منها يمنح بشكل عشوائي مثير للسخرية وبدون أحقية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى