السياحه العالمية

بسفينة عمرها 100 عام.. هذه الرحلة تسير على خطى العالِم الشهير تشارلز داروين

في ميناء “ستانلي” بجزر “فوكلاند” الواقعة جنوب المحيط الأطلسي، ترسو سفينة غير عادية تقوم برحلةٍ خاصة جدًا.

وتقوم سفينة أوسترشيلده الشراعية البالغة من العمر 106 أعوام، والمزودة بثلاث صواري، برحلة مدتها عامين تتّبع خطى عالم الطبيعة البريطاني تشارلز داروين، بعد حوالي مئتي عام من شروعه في رحلته الشهيرة على متن السفينة HMS Beagle التي ألهمته بشأن نظريته في التطور.

وتحرّكت سفينة أوسترشيلده من مدينة بليموث في إنجلترا بأغسطس/آب الماضي للإبحار في نسخة مبسّطة من مسار داروين من إنجلترا إلى أستراليا.

وسترسو السفينة في 32 ميناءً حول العالم، بما في ذلك المواقع الرئيسية التي زارها داروين، مثل جزر غالاباغوس، وجزر فوكلاند. وتكمن مهمتها في تمكين دعاة الحفاظ على البيئة الشباب.

وشارك جغرافي بريطاني وكاتب في التاريخ الطبيعي يُدعى ستيوارت ماكفرسون في تأسيس رحلة Darwin200 Global Voyage.

وألهمه على ذلك اجتماع عُقِد منذ أكثر من 10 أعوام مع أحد دعاة الحفاظ على البيئة في جزر “كايمان”، فريد بيرتون، الذي أطلق مشروعًا لإنقاذ أنواع الإغوانا الزرقاء.

وقال ماكفرسون: “لطالما أحببت تشارلز داروين، وعمله، ومن الواضح أنّ داروين غيّر العالم بعقله.. الرسالة الرئيسية لـ Darwin200 هي أنّه لم يفت الأوان بعد”، وأضاف ماكفرسون: “لا يزال بوسعنا تغيير عالم الغد إلى الأفضل”.

وتحمل السفينة فريقًا متخصصًا مكونًا من 8 أفراد، من بينهم عالِم طيور، ومُعلّم في مجال العلوم، وعالم أحياء بحرية، وصحفي، و7 آخرون من أفراد الطاقم، بما في ذلك البحارة.

وأثناء تواجدهم في كل ميناء، ستنضم إلى الطاقم مجموعات من “قادة داروين” اختيروا لشغفهم بالحفاظ على الطبيعة، وجهودهم لحماية الكوكب.

وسيشارك ما يصل مجموعه إلى مئتي شخص في برنامجٍ تدريبي مدّته أسبوع عن قيادة الحفاظ على البيئة في مراحل مختلفة من الرحلة.

وأكّد ماكفرسون.”نحن نجعلهم يتعاونون مع مشروع محلي مذهل للحفاظ على البيئة، حيث يتعلمون فيه الكثير ليعودوا به إلى بلدانهم الأصلية، ويستخدموه في المستقبل”.

وسافر جوزيف روي، أحد قادة داروين من الهند، إلى البرازيل للانضمام إلى السفينة لأسبوع أثناء رسوها في ريو دي جانيرو بنوفمبر/تشرين الثاني.

وبعد نشأته وسط الحياة البرية في ولاية كيرالا جنوب الهند، أصبح لروي اهتمام طويل الأمد بالحفاظ على البيئة.

ويدرس روي حاليًا للحصول على درجة الماجستير في علم البيئة في جامعة غلاسكو، والمركز الاسكتلندي لعلم البيئة.

وأفاد روي: “العالم البري يهدئني بطريقةٍ تجعلني أشعر بالإيجابية بشأن العالم، لذا أحاول مراقبة الطبيعة دائمًا بقدر ما أستطيع”.

كما أضاف: “أشعر أنّ العِلم هو الحل الوحيد الذي يمكنه حسم أي مشكلة على هذا الكوكب”.

وركّز مشروع روي للحفاظ على البيئة على إعادة توطين القرد العوّاء في غابة “تيجوكا” بجبال ريو دي جانيرو.

وفي نهاية المطاف، يهدف روي إلى تطبيق التحليلات والأبحاث المستمدة من المشروع على مشروعه الخاص بشأن إعادة إدخال أنواع قرود المكاك ذات الذيل الأسدي إلى الهند.

ووفقًا له، لم يتبق سوى 3 آلاف منها في البرية.

وبالنسبة للباحثة في متحف برلين للتاريخ الطبيعي، الدكتورة سارة داروين، وهي من أحفاد تشارلز داروين، وداعمة رئيسية لرحلة Darwin200، يوفّر المشروع الأمل بمستقبلٍ أكثر إيجابية لكوكب الأرض.

وقالت داروين لـ CNN: “يجلب كل قائد من قادة داروين مهارات مختلفة، وسيأخذون معهم ما يحتاجون إليه”.

كما أضافت: “(يتعلق الأمر حول) كوننا جزء من شبكة، ومنحهم المهارات اللازمة لمواصلة عملهم، والشعور بأنّهم ليسوا وحدهم”.

ولكن المبادرة تهدف إلى إلهام عدد أكبر بكثير من الأشخاص، وأكثر من مجرّد مئتين من قادة داروين.

وخلال الرحلة، يتم توفير مجموعة متنوعة من أنشطة التوعية المجانية، التي يطلق عليها “الفصول الدراسية الأكثر إثارة في العالم” للطلبة، والمعلمين، والأفراد في جميع أنحاء العالم، وذلك بهدف تشجيع الفضول والشغف للتعلم.

والأنشطة تشمل تجارب تفاعلية عبر الإنترنت، ومحاضرات حيّة، ومقابلات مع دعاة حماية البيئة، وخبراء الحياة البرية.

ويأمل ماكفرسون أن تعمل هذه الأنشطة، والمشروع نفسه، على تمكين القادة الشباب من قيادة التغيير، وخلق “تأثير مضاعف” سيظل ملموسًا في العقود القادمة، تمامًا مثل عمل داروين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى