أخبار متنوعةخبراء و آراء

البطوطي : السياحة في أفريقيا يمكن أن يضيف 168 مليار دولار

صرح الدكتور سعيد البطوطى أستاذ الاقتصاد الدولي الكلي واقتصاديات السياحة في جامعة فرانكورت، بألمانيا، وعضو مجلس إدارة المفوضية الأوروبية للسياحة، والمستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة عبر صفحته على الفيس بوك قائلا ً:” قطاع السفر والسياحة الأفريقي يمكن أن يضيف 168 مليار دولار أمريكي إلى اقتصاد القارة ويخلق أكثر من 18 مليون فرصة عمل جديدة.

أفريقيا تمتلك إمكانات وفرص هائلة للسياحة لما تحتويه من مقومات فريدة ونادرة لكل الأنماط السياحية وبخاصة السياحة الطبيعية والبيئية والسفاري ومشاهدة الحياة البرية والسياحة الجيولوجية التي تنفرد بمقوماتها الطبيعية.

القارة بها ميزة كبيرة وهي أن معظم سكانها في سن الشباب، أي في سن العمل والإنتاج ويمكن الاستغلال الأمثل لتلك الثروة البشرية الفعالة.

لقد بدأت بالقارة طبقة متوسطة جديدة، والمزيد من العائلات الآن تتمتع بحرية السفر، مما يزيد من فرص الاستثمار. يبرهن على ذلك أنه منذ عام 2000 تجاوزت تدفقات رأس المال إلى قطاع السفر والسياحة في أفريقيا وتضاعف ثلاث مرات، وبدأت الحركة السياحية إلى القارة في التألق وإشغال الفنادق والمطاعم ينتعش وشرايين السفر تضخ فيها الدماء.

أصبحت المشروعات السياحية، بما فيها شركات الطيران والمطارات والفنادق وغيرها، بمثابة محفزات للمؤسسات والاستثمارات الخاصة وسلاسل التوريد المتنامية.

في مطلع الألفية، بلغت قيمة قطاع السفر والسياحة في أفريقيا 75 مليار دولار أمريكي، وخلال عقدين من الزمن، تضاعف هذا العدد. وفي عام 2019 بلغ عدد المسافرين 84 مليون وعدد السائحين الذين زاروا القارة 69.1 مليون سائح (انخفض الرقم إلى 18.7 مليون عام كورونا 2020، ثم ارتفع إلى 19.6 مليون عام 2021، وإلى 46.6 مليون العام الماضي 2022)، مما أضاف حوالي 186 مليار دولار أمريكي إلى الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا – ما يقرب من 7% من اقتصاد المنطقة.

وقد خلق هذا النمو الملحوظ الملايين من فرص العمل الجديدة، ففي عام 2000 تم توظيف 12.3 مليون شخص في قطاع السياحة في القارة، وبحلول عام 2019 أصبح الرقم 25 مليون شخص.

كما نمت حصة أفريقيا في السوق العالمية، ففي عام 2000 كانت أفريقيا تمثل 5% فقط من وظائف السفر والسياحة في العالم، أما اليوم فقد بلغت 7.4% ومازالت في ارتفاع. وعلى مدى العقد المقبل، من المتوقع أن ينمو القطاع بنسبة 5.1% سنويا استنادا إلى المسار الحالي – أي ما يقرب من ضعف سرعة الاقتصاد الأوسع – ويظهر تحليلنا أن هذا النمو على مدى العقد المقبل يمكن أن يكون أعلى إذا تم تنفيذ بعض التدابير السياسية.

ومن أجل أن تأخذ قارة أفريقيا مكانتها الطبيعية على خريطة السياحة العالمية بالقدر الذي يتناسب مع الكم الضخم والمتميز من مقومات الجذب السياحية بها، لا بد من توافر أمور كثيرة أهمها:

• التكامل السياحي ووضع خطط موحدة ومتكاملة بين الوجهات السياحية في القارة (على غرار مناطق أوروبا وآسيا وغيرها)، ووضع سياسات وخطط مشتركة للتسويق السياحي.

• تحديد أسس للاستثمار وأفضل الوجهات الجاذبة له وأوجه الجذب، سواء داخل القارة ككل أو داخل كل وجهة من الوجهات.

• تصنيفات الدول والنمو المتوقع في العقد القادم، ودراسات الحالة للمساعدة على الاستثمار والتخطيط الاستراتيجي.

• المخاطر الحاسمة والفرص التي يجب البحث عنها – من عدم الاستقرار السياسي والصدمات المناخية إلى سوق العمل سريع التوسع.

• تحديد الدول الأكثر اعتماداً على السياحة في أفريقيا، وأثير الصدمات الماضية ومقارنة التعافي في أعقاب الاضطرابات المدنية والكوارث الطبيعية.

• دراسة ظاهرة “هجرة العقول” في أفريقيا والمهمة الحاسمة المتمثلة في التدريب وتحسين المهارات في هذا القطاع.

• الدور الحيوي للاستثمار في البنية التحتية والاتصال.

• دراسة موضوع المياه في القارة وخاصة حصة أفريقيا من استهلاك المياه العذبة، وكذا التهديدات التي تتعرض لها مناطق التنوع البيولوجي الساخنة في القارة، ودراسات حالة توضح كيفية حماية الحياة البرية مع جذب زوار جدد.

• مشاركة المجتمعات المحلية في كل الأمور السابق ذكرها، وتغيير الواقع الحالي الذي يسوده أن السياسيين يعملون بمعزل عن الناس وعن المجتمعات المحلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى