السياحه العربيه

صيف سياحي واعد بأرقام قياسية رغم التحديات

مصر والمغرب وتونس وجهات سياحية تقليدية جنوب البحر المتوسط تسعى لضمان موسم سياحي قوي مع نهاية جائحة كورونا وانتعاش النقل الجوي. المؤشرات إيجابية لكن التحديات قائمة. فكيف يبدو موسم 2023؟

  • في ظل ارتفاع الأسعار الذي يثقل كاهله، يحدو أحمد سمير، الذي يعمل في أحد المنتجعات في مدينة شرم الشيخ المصرية، الكثير من الأمل في أن يكون الموسم السياحي المقبل مزدهرا لعله يعينه على تحمل وطأة الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

ويقول ان “الموسمين الماضي والحالي كانا رائعين بالنسبة لشرم الشيخ والغردقة وحتى الأقصر وأسوان. كانت هناك نسبة أجانب مرتفعة ومازالت الأفواج السياحية تأتي إلى مصر سواء عربية أو أجنبية”، مشيرا إلى أن جميع رفاقه في المنتجع يبذلون أقصى الجهد استعدادا للموسم السياحي الجديد.

في الصيف الثاني لرفع قيود السفر التي فرضتها جائحة كورونا، تتطلع بلدان شمال إفريقيا لموسم سياحي واعد، بما يمكّنها من العودة إلى أرقام ما قبل الجائحة أو حتى تجاوزها، بما في ذلك عام 2019 الذي شهد انتعاشة سياحية ضخمة، وهو أمر إن تحقق فسيتيح تعويض خسائر الاقتصاد السياحي الذي تضرّر بشكل غير مسبوق إبان سنتي الجائحة.

كنيسة القديس جورج أو كنيسة مارجرجس في القاهرة. واحدة من أهم المعالم السياحية التي تجذب المسيحيين: تخطط مصر لزيادة عدد زائريها إلى 30 مليون سائح سنويا أي أكثر من ضعف أعلى رقم حققته البلاد والذي بلغ قرابة 15 مليونا عام 2010. وفي إطار خططها لتطوير القطاع السياحي، قامت الحكومة المصرية باستثمارات ضخمة للرفع من الطاقة الاستيعابية للفنادق فضلا عن حملات ترويجية وتطوير الطيران.

مصر.. طموحات كبيرة

تشكل السياحة مصدرا مهما للنقد الأجنبي وسوق العمل في مصر بإيرادات بلغت حوالي 11 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في يونيو/ حزيران العام الماضي 2022 ما يشكل ارتفاعا عن إيرادات عام 2021 والتي بلغت 4.86 مليار دولار.

تزامن هذا مع تخطيط مصر إلى زيادة عدد الزائرين إلى 30 مليون سائح سنويا أي أكثر من ضعف أعلى رقم حققته البلاد والذي بلغ قرابة 15 مليونا عام 2010. وفي إطار خططها لتطوير القطاع السياحي، قامت الحكومة المصرية باستثمارات ضخمة للرفع من الطاقة الاستيعابية للفنادق فضلا عن حملات ترويجية وتطوير الطيران.

ويقول مجدي صادق، عضو غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة باتحاد الغرف السياحية، إن “الاستعدادات للموسم المقبل جيدة خاصة في المنتجعات المطلة على البحر الأحمر والمتوسط وأيضا تحسين البنية التحتية وتسهيل إجراءات الدخول إلى مصر”.

ويتابع: “قامت مصر بتوسيع وتسهيل الحصول على تأشيرات الدخول إلى مصر وفي بعض الدول الاتحاد الأوروبي يمكن أن يصل السائح بالبطاقة الشخصية (بطاقة الهوية) من غير جواز سفر”.

لكن السياحة المصرية تعاني من عدة تحديات، حددتها شركة إيطالية أعدت الاستراتيجية الوطنية للسياحة المستدامة في مصر، منها: تحديات الموارد البشرية وسلوكيات الأمن والسلامة ومحدودية استخدام التكنولوجيا. كما تشير عدة تقارير إلى مشاكل كبيرة في تسويق الوجهة المصرية، وكون التسويق لا يزال يقدم صورة نمطية عن مصر.

المغرب.. تطور نوعي

وفي المغرب، أعلنت وزارة السياحة عن استراتيجية جديدة، رصدت لها مبالغ ضخمة بهدف جلب 17.5 مليون سائح بحلول 2026. وتظهر أرقام هذا الموسم إيجابية للغاية، إذ ذكرت الوزارة ذاتها أن حوالي أربعة ملايين سائح زاروا المغرب في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2023، بارتفاع قدره 13 في المئة عن عام 2019.

ويؤكد مصطفى مفيد، رئيس الجمعية المغربية لخبراء وعلماء السياحة، أن الأرقام تؤكد وجود ارتفاع في عائدات القطاع خلال هذه الفترة بـ40 في المئة عن مثيلتها في عام 2019، ما يعطي إشارات لتحقيق رقم قياسي بالوصول إلى 15 مليون سائح، متابعاً أن عدداً من الوجهات داخل المغرب، كمراكش وطنجة، لم تعد موسمية، وباتت تستقبل السياح على طول العام.

ويرجع الخبير ذاته هذه الانتعاشة السياحية إلى عدة عوامل، منها الأثر الإيجابي لإنجاز المنتخب المغربي في مونديال قطر وما خلقه ذلك من ترويج للمغرب، والاهتمام المتجدد من أسواق خارجية كإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة.

وتوجد مؤشرات على نمو أعداد السياح الوافدين على المغرب لاكتشاف حضارته.

يضاف إلى ذلك تطور أرقام سياحة مغاربة العالم، وتطور النقل الجوي نحو المغرب، إذ من المتوقع فتح 35 خطاً جديداً نحو المغرب، وكذلك تحسن أرقام السياحة الداخلية، خصوصاً مع الصعوبات التي يجدها المغاربة في الحصول على تأشيرات للسياحة في الخارج.

ومن أكبر التحديات التي تواجه السياحة المغربية ما يتعلق بالخدمات الموجهة لمغاربة الخارج، الذين يشكلون حوالي نصف عدد السياح الذين يزورون المغرب، إذ يتمتع المغرب بجالية ضخمة تقدر بحوالي 6 ملايين مغربي.

ويعاني الكثير من هؤلاء المغاربة -خصوصاً في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وبعض دول الخليج- من عدم الحصول على تذاكر بأسعار معقولة، ولم تفلح شكاويهم في حل المشكلة، إذ يتجاوز ثمن التذكرة الواحدة من بعض المطارات ألفي دولار. كما ارتفعت الأسعار حتى من بعض الوجهات الأوروبية، ما يجعل عددا من مغاربة العالم يقللون زياراتهم لبلدهم.

تونس.. تباشير عودة قوية

قبل جائحة كورونا، كان قطاع السياحة يساهم بحوالي 8 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في تونس. وتبحث تونس هذا العام 2023 عن تحقيق نسبة 80 بالمئة على الأقل مما تحقق في 2019، أي قبل تفشي الوباء، بحسب تصريحات لوزير السياحة التونسي معز بالحسن، عندما حققت تونس رقما قياسياً بلغ 9.3 مليون سائح، وأرقام عام 2023 إلى حد الآن إيجابية.

ساحة جامع الفنا.. إحدى أشهر مناطق الجذب السياحي في المغرب: تطورت أيضا أرقام سياحة مغاربة العالم، وتطور كذلك النقل الجوي نحو المغرب، إذ من المتوقع فتح 35 خط جديدِ نحو المغرب، وكذلك تحسن أرقام السياحة الداخلية، خصوصاً مع الصعوبات التي يجدها المغاربة في الحصول على تأشيرات للسياحة في الخارج. ومن أكبر التحديات التي تواجه السياحة المغربية ما يتعلق بالخدمات الموجهة لمغاربة الخارج، الذين يشكلون حوالي نصف عدد السياح الذين يزورون المغرب، إذ يتمتع المغرب بجالية ضخمة تقدر بحوالي 6 ملايين مغربي.

وعكس بعض التوقعات، لم يؤثر الهجوم على محيط كنيس الغريبة خلال احتفالات اليهود خلال مايو/ أيار 2023 على نسق تطور السياحة في البلاد وعلى الحجوزات بحسب الأرقام المعلنة. كما أعطت رحلات السفن السياحية العملاقة الوافدة على تونس مؤشرا أوليا قويا لعودة السياح بقوة.

بدوره أبدى جلال الهنشيري رئيس اتحاد النزل بتونس، في حديثه تفاؤلا بانتعاشة قوية للموسم السياحي هذا العام 2023 مع بلوغ الحجوزات والحجوزات المبكرة لطاقة الاستيعاب القصوى في أغلب النزل بالمنتجعات السياحية خصوصا مع مؤشرات واعدة كعودة بعض الأسواق الأوروبية.

ومع ذلك لا يخفي الهنشيري حاجة البلاد الى المزيد من الاستقرار لتطوير أنواع جديدة من السياحة، بخلاف السياحة الشاطئية. ويشير إلى كون البلاد “تحتاج إلى الاستقرار لتقديم رؤية جديدة، خصوصا أننا نصطدم في كل مرة بأزمة مستجدة”. كما تعاني تونس، شأن دول أخرى، من هجرة اليد العاملة للقطاع السياحي بسبب الأزمات، ما يتطلب “تعزيز التكوين” للنهوض بالقطاع مجددا، بحسب الهنشيري.

وعلى غرار بلدان شمال أفريقيا، حيث يشكل المغتربون عنصرا أساسيا في دعم السياحة، يعوِّل لبنان على مغتربيه المنتشرين في قارات العالم الخمس، لتخفيف الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها. خصوصا أن الأوضاع الأمنية في البلد لا تساعده كثيرا على استقبال أعداد كبيرة من السياح الأجانب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى